ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم (الأحد) بنشر قوات تركية شمال العراق ووصفه بأنه «تدخل سافر». ووصف العربي في رده على سؤال حول ما قامت به تركيا تجاه العراق بأنه تدخل سافر في أراضي دولة عربية شقيقة، ويتعارض مع كل المواثيق الدولية وقرارات الأممالمتحدة. وقال العربي إن المنطقة تشهد فوضى عارمة وهناك موافقة على اتخاذ كل ما يمكن لصيانة الأمن القومي والتصدي لوباء الإرهاب. وأشار العربي إلى أن مسببات الإرهاب كثيرة وفي مقدمها زرع إسرائيل في فلسطين، واستمرارها في اتخاذ الإجراءات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، إضافة إلى الغزو الأميركي للعراق، وتدخل الدول الكبرى في شؤون المنطقة. واستدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي لدى بغداد أمس للاحتجاج على نشر القوات التركية قرب الموصل، وللمطالبة بسحبها فوراً. وكانت الخارجية العراقية قالت في بيان إن القوات التركية دخلت الأراضي العراقية من دون علم من الحكومة المركزية في بغداد، وإن العراق يعتبر وجودها «عملاً عدائياً». لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال إن المعسكر الذي يبعد 30 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من الموصل أقيم منذ نحو عام بناء على طلب من حاكم الموصل، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية. وكان متشددو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) سيطروا على الموصل في حزيران (يونيو) في العام 2014، وتأجل مراراً هجوم مضاد متوقع على نحو كبير من جانب القوات العراقية لانشغالها بالقتال في أماكن أخرى. وطالب العراق المجتمع الدولي بتزويده بمزيد من الأسلحة والتدريب في معركته ضد «داعش»، لكنه يرفض معظم أشكال التدخل الأجنبي لشكه في نوايا القوى الأجنبية. ووصف الرئيس العراقي فؤاد معصوم أمس نشر مئات من الجنود الأتراك بأنه يمثل «انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية». ودعا معصوم إلى انسحاب القوات التركية، مكرراً ما أعلنه مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي قبل يوم واحد.