كشف استشاري جراحة الأطفال رئيس مركز تحديد وتصحيح الجنس في المستشفى الجامعي الدكتور ياسر جمال ل «الحياة» عن إجرائه نحو 400 جراحة تصحيح للجنس في السعودية لمرضى من جنسيات عدة، معلناً وجود قائمة انتظار طويلة لجراحات تصحيح الجنس تصل إلى ثلاث سنوات. وفيما أكد جمال عدم إجرائه جراحات «تغيير» جنس تندرج تحت ما يعرف ب «فقدان الهوية»، كأن يكون الرجل مكتمل الذكورة ويريد تغيير جنسه إلى أنثى، أو العكس، موضحاً أن الإجراء لا يجوز شرعاً «ولا نمضي فيه»، أفاد «الحياة» على هامش فعاليات المؤتمر الخليجي الدولي الخامس في جدة أول من أمس، بأن تصحيح الجنس يعمل على العلاج من خطأ أو اختلال أو اختلاط في الجنس إلى الصواب. ولفت إلى أن اكتشاف تلك المشكلات الصحية يبدأ أحياناً منذ الولادة أو في ما بعد. وبيّن رئيس مركز تحديد وتصحيح الجنس في المستشفى الجامعي، أن 93 في المئة من المرضى الذين خضعوا لجراحات تصحيح الجنس لم يتجاوزوا العامين في العمر، و7 في المئة من المرضى كانوا بعد تلك السن إلى 38 عاماً «وهو أكبر عمر أجريت له جراحة التصحيح». وشدد على أهمية أن يتعامل المجتمع مع من يتغير جنسهم بطريقة سليمة، «فالمتحوّل إلى جنس الذكر علينا أن نتعامل معه على هذا الأساس، والعكس»، مشيراً إلى أن التعامل المختلف مع الخاضعين لجراحات تصحيح الجنس يضرهم نفسياً، ويحرمهم من العيش في المجتمع بسلام. ولفت الدكتور جمال إلى أن المؤتمر الذي انطلق بشعار «الإبداع العلمي في صحة المرأة» بحضور 70 متحدثاً وأكثر من 500 مشارك سيناقش مشكلات المرأة الصحية عموماً على مستوى العالم، مطالباً بتكثيف التوعية الطبية بينهن. وأشار الأمين العام للجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة رئيس اللجنة المنظمة الدكتور هشام عرب، إلى أن فعاليات المؤتمر ستناقش أكثر من 70 بحثاً خلال 13 جلسة، موضحاً أنها ستتناول مشكلات المرأة الصحية عموماً على مستوى العالم، وعلى مستوى المنطقة العربية، إضافة إلى جراحات تصحيح الجنس في المملكة على مدى 25 عاماً. وألمح عرب إلى أن ورش جلسات المؤتمر ستتناول المشكلات القانونية والأخلاقية المتعلقة بتخصص أمراض النساء والولادة ومؤشرات الرعاية الصحية للمرأة العربية، لافتاً إلى أن المؤتمر سيهتم بالدراسات المهتمة بالمشكلات الطبية للمرأة السعودية، مفيداً بأن جلسات المؤتمر تناقش أيضاً آخر المستجدات في علاج العقم وأطفال الأنابيب، وفقاً لعمر المرأة والإمكانات والتقنيات الحديثة المتاحة في هذا المجال، ومشكلة حمل التوائم والإجهاض المتكرر. وأعلن الدكتور عرب أن ورش الجلسات ستتناول مستجدات جراحات الأمراض النسائية ودور المناظير الجراحية في التعامل مع الأورام الحميدة والخبيثة في حوض المرأة، كما تناقش دور الجراح الآلي في إجراء الجراحات. لافتاً إلى أن وفيات الأمهات أثناء الحمل والولادة وكيفية الإقلال من نسبة حدوثها ومن احتمالات المضاعفات ستكون موضوع إحدى ورش الجلسات المصاحبة للمؤتمر. وذكر أن ورش الجلسات تناقش التدريب في مجال طب النساء والولادة وسبل رفع مستوى المتدربين والوسائل المتاحة للتدريب. فيما تتطرق ورش جلسة أخرى إلى مشكلات الجهاز البولي والتناسلي لدى المرأة، وموضوع سلس البول وكيفية التعامل مع هذه المشكلة. بدوره، دعا رئيس الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة الأستاذ في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور صالح جمال إلى زيادة التثقيف الصحي وزيادة المراكز الصحية والمستشفيات والأطباء من أجل تقديم خدمة طبية جيدة للسيدات.