أغلقت السلطات التونسية مطار قرطاج الدولي أمام الرحلات القادمة من ليبيا ابتداءً من يوم أمس، من دون تحديد مدة الإغلاق، وذلك بعد حوالى 3 أشهر على قرار إعادة فتح مطاراتها أمام كل شركات النقل الجوي الليبية بعدما أغلقتها لسنة لدواعٍ أمنية. وجاء قرار منع الطائرات الليبية من الهبوط في أي من مطارات تونس، باستثناء مطار صفاقس في الجنوب، «لاعتبارات أمنية بحتة خاصة وأن تونس تمر بوضع خطر»، وفق ما صرح وزير النقل التونسي محمود بن رمضان. وكانت تونس أغلقت في آب (أغسطس) 2014 مطاراتها أمام شركات النقل الجوي الليبية التي تقوم برحلات نحو تونس، انطلاقاً من مطارات معيتيقة ومصراتة (شرق العاصمة الليبية) وسرت (وسط) وذلك بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في المناطق التي تقع فيها هذه المطارات. وجاء القرار التونسي بإغلاق مطار تونسقرطاج الدولي بعد أيام قليلة من إغلاق الحدود البرية مع ليبيا لمدة 15 يوماً بعد الهجوم الانتحاري على قافلة للحرس الرئاسي الذي تبناه تنظيم «داعش»، كما شددت البلاد إجراءاتها الأمنية على الحدود البرية والبحرية بين البلدين. وأعلنت السلطات العسكرية التونسية أن «التشكيلات الأمنية والعسكرية على الحدود البرية والبحرية رفعت درجة اليقظة والتأهب للتصدي لكل محاولات التسلل». وفرضت تونس عقب الهجوم الانتحاري حالة الطوارئ وحظرت التجول في العاصمة وضواحيها. ويؤكد مسؤولون تونسيون أن منفذي الهجمات المسلحة في تونس بمعظمهم تلقوا تدريبات في معسكرات ليبية، منهم منفذا الهجوم المسلح على متحف باردو قرب العاصمة التونسية ومنفذ الهجوم على المنتجع السياحي في محافظة سوسة هذا العام. وخلّف الهجومان حوالى 59 قتيلاً من السياح الأجانب. وذكرت وزارة الداخلية أن كميات السلاح والمتفجرات التي اكتُشفت في عدد من محافظات البلاد طيلة السنوات الثلاث الماضية هُربَت من ليبيا، وأوقفت الوحدات العسكرية منذ شهرين سيارتين مفخختين كانتا في الطريق إلى تونس لتفجير إحدى المنشآت الحيوية. وبدأت السلطات التونسية منذ الصيف الماضي بإقامة ساتر ترابي وخندق مائي يفصلان بين الحدود مع جارتها ليبيا الغارقة في الفوضى، منعاً لتسلل المقاتلين وتهريب الأسلحة، كما عززت حماية حدودها المائية مع ليبيا لمنع تسلل متشددين الى الأراضي التونسية عبر البحر. من جهة أخرى، حذر وزير الدفاع الفرنسي جان- ايف لو دريان من خطر تدفق عناصر «داعش» إلى ليبيا، لكنه استبعد التدخل عسكرياً في هذا البلد. وقال لودريان في مقابلة مع مجلة «جون افريك» الأسبوعية تُنشر اليوم: «نرى إرهابيين أجانب يصلون إلى منطقة سرت وهم، اذا نجحت عملياتنا في سورية والعراق في تقليص مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش، يمكن أن يصبحوا غداً أكثر بكثير». وأضاف: «هذا خطر هائل، ولهذا السبب يجب قطعاً على الليبيين أن يتفقوا في ما بينهم» لوضع حد للحرب الأهلية. ولفت الوزير الفرنسي إلى تمدد التنظيم الإرهابي نحو جنوب ليبيا، معرباً عن قلقه من خطر اتصال مقاتليه بنظرائهم في جماعة بوكو حرام المتشددة النيجيرية. وأوضح لودريان أنه في سبيل منع حصول هذا الاتصال يتعين على برلمانَيْ طرابلس وطبرق (شرق) اللذين يتنازعان السلطة في ليبيا التوصل الى اتفاق على تشكيل حكومة واحدة يعترف بها الجميع. وأضاف: «إذا جمعنا قوات طرابلس إلى ميليشيات طبرق فإن داعش لا يعود ذا وزن»، مطالباً ايضاً الجزائر ومصر، القوتين الاقليميتين الوازنتين، بضرورة «التوافق» للضغط على طرفي النزاع. في المقابل، أكد لودريان ان بلاده ترفض التدخل عسكرياً في ليبيا اذا لم يحصل اتفاق بين أفرقاء النزاع هناك. وكانت الرئاسة الفرنسية اعلنت أول من أمس، أن الجيش الفرنسي نفّذ طلعات استطلاع فوق ليبيا الشهر الماضي وخصوصاً فوق معقل «داعش» في سرت ويعتزم تنفيذ طلعات أخرى. ويتخوف الغربيون من تصاعد نفوذ التنظيم في ليبيا، ما يهدد أوروبا وافريقيا مباشرةً، لكنهم يستبعدون حالياً أي تدخل في هذا البلد.