كل مبتعث يعتبر سفيراً لبلده، يحاول هؤلاء السفراء قدر الإمكان ترك بصمتهم في دول الابتعاث، التي يدرسون بها، إذ يدرس عدد كبير من المبتعثين في الخارج، بطريقة ترقى بالمملكة العربية السعودية الى أعلى الدرجات، وتنشر فحوى الرسالة السامية التي هدف إليها طلاب الابتعاث، إضافة إلى هدف التحصيل العلمي. على مدار 20 عاماً، يقام سنوياً فعالية رائعة عبارة عن يوم واحد تعرف ب «Clean Up Australia Day» في أرجاء استراليا كافة، إذ يشارك في هذا اليوم مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين لتنظيف المناطق العامة من المخلفات، وذلك لتشجيع فكرة الحفاظ على البيئة والحياة الطبيعية، في هذا العام تحتفل استراليا بذكرى مرور 20 عاماً على بدء هذا النشاط الفعال، الذي تم استحداثه بفكرة بسيطة اقترحها وعمل عليها المواطن أيين كيرنان «Ian Kiernan». ونظراً إلى اهتمام مبتعثي المملكة العربية السعودية باستغلال أي فرصة لترك انطباع جيد لدى الآخرين، ونظراً إلى تعاليم ديننا الحنيف الذي يحثنا على إماطة الأذى عن الطريق، إضافة إلى رغبة النادي السعودي في «سيدني» بتقوية روح التعاون والتآخي والعمل الجماعي بين المبتعثين، قامت إدارة النادي السعودي بسيدني بالتواصل مع المسؤولين لتفعيل المشاركة في هذا العمل التطوعي الضخم تحت مسمى فعالية «البصمة السعودية»، وتم التنسيق وتشكيل فريق عمل للخروج بأكبر الفوائد من هذه التجربة الفريدة، فقد تم اختيار منطقة السيركيلر كي «Circular Quay» والأوبرا هاوس كمنطقة استراتيجية للتنظيف لأهميتها في مدينة سيدني ولكثرة وجود المواطنين والسائحين فيها، قرار اختيار الموقع كان مبنياً على الرغبة في عكس صورة السعوديين المبتعثين والتعريف بأخلاقهم الإسلامية، كما تم تحديد وقت للتنظيف ليكون من الحادية عشرة صباحاً الى الثانية ظهراً. في اليوم الخاص بفعالية «Clean Up Australia Day» تحديداً في السابع من شهر آذار (مارس) 2010، حضر 30 متطوعاً «27 رجلاً و3 نساء» باسم نادي الطلبة السعوديين بسيدني ليشاركوا في الفعالية، وقد تم تقسيم العدد الى مجموعتين لتغطية اكبر قدر ممكن من المنطقة المختارة، وحمداً لله وبفضل منه، تمت تغطية المنطقة وقام الأبطال بتغطية مناطق محازية ك «The Rocks» و«Royal Botanic Gardens»، ذكر احد الاخوان «الدكتور اسامه بارشيد» قبيل الانطلاق للتنظيف خاطرة جميلة على ان النظافة والتنظيف هما خلق من اخلاق الإسلام، وانهما شعبة من شعب الإيمان، وعملهما سيكون له طابع جيد على مملكتنا الحبيبة والإسلام، وقد تم توزيع «تي شيرتات» و«كابات» وفرتها السفارة السعودية في «كانبرا» للطلاب تحمل علمي السعودية واستراليا على المشاركين، وبشيء من الفضول سأل بعض المارة بعض الطلاب عن علمنا الأخضر وعن مشاركتنا وكانوا مسرورين لما نقدمه لبلدهم من عمل تطوعي يحافظ على بيئة وجمال استراليا. ترك المشاركون بصمتهم في أرجاء المنطقة وفي أذهان الناس واستمتعوا بنشاط عمل على رفع اسم وعلم وطننا الغالي، لن يكون هذا آخر نشاط يشارك فيه المبتعثون المواطنين الاستراليين أنشطتهم، فما هي إلا البداية، إذ سنعمل ليكون لطلاب سيدني مشاركات أخرى في أنشطة ضخمة تترك بصمة سعودية في جميع الأرجاء. [email protected]