رام الله - «الحياة» - أثار قرار البلدية الإسرائيلية للقدس هدم طبقتين في كنيسة الأرمن الكاثوليكية في البلدة القديمة بدعوى إقامتهما من دون ترخيص، عاصفة احتجاج واسعة. وقال الأب عطا الله حنا، احد ابرز الشخصيات المسيحية في الاراضي الفلسطينية ل «الحياة» إن «اسرائيل تسابق الزمن في تغيير الملامح العربية في مدينة القدس»، مضيفا: «وضع القدس في خطر، واذا لم يحدث تحرك مسيحي إسلامي دولي واسع، فإن اسرائيل ستمضي في إزالة الملامح المسيحية والاسلامية العربية للمدينة». وتعتزم شخصيات فلسطينية اثارة الموضوع امام البابا بنديكتوس خلال زيارته الوشيكة. وشرعت الكنيسة في اجراءات قانونية للاعتراض على قرار الهدم، وقال مقربون من الكنيسة إنها حصلت على امر وقف للقرار والشروع في اجراءات الترخيص. لكن موافقة البلدية على اجراءات الترخيص لا تعني وقفا كليا لقرار الهدم، اذ أقدمت البلدية في حالات كثيرة سابقة على تنفيذ قرارات الهدم رغم فرض غرامات على أصحاب المباني وقبولها اجراءات الترخيص. وكنيسة الارمن في القدس من ابرز الكنائس المسيحية القديمة في المدينة المقدسة، وتقع في «درب الآلام» وتضم المرحلتين الثالثة والرابعة من درب السيد المسيح عليه السلام. ويعود تاريخ بناء هذه الكنيسة إلى أكثر من 150 عاما، وهي مقامة على ارض مسجلة باسم ملك بلجيكا. وصعّدت بلدية القدس اخيرا من حملتها على المباني الفلسطينية في القدس التي يقيمها اصحابها من دون ترخيص لرفض البلدية منحهم التراخيص اللازمة للبناء. وقال مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية امس في بيان له إن «أوامر الهدم التي أصدرتها بلدية الاحتلال في القدس بحق مبنيين تابعين لكنيسة ودير الارمن في البلدة القديمة يشكل امتدادا لسياسة اسرائيلية مستمرة منذ سنوات». واضاف ان اسرائيل بدأت هذه السياسة بمنع جميع أعمال الترميم والصيانة في المسجد الأقصى وفي كثير من العقارات والمباني الاسلامية التاريخية، وبفرض قيود مشددة على البناء الفلسطيني داخل البلدة القديمة، وحظر أي إضافة الى المباني القائمة». وكشف المركز في بيانه وجود ما يزيد عن 1500 مبنى وعقار في البلدة القديمة من القدس بحاجة الى اعمال ترميم وصيانة فورية منذ سنوات طويلة، مشيرا الى ان القيود الاسرائيلية تحول دون ذلك. واضاف المركز إن البلدية الاسرائيلية فرضت عقوبات على أصحاب العقارات الذين أضافوا مساحات صغيرة جداً من البناء على مساكنهم القائمة، شملت فرض الغرامة وإرغام أصحابها على هدمها بأنفسهم كما حدث في آذار (مارس) الماضي مع المواطن محمد الهرتوني من سكان قناطر خضير ، وكما حدث مطلع نيسان (ابريل) الماضي مع عائلة الفاخوري من سكان برج اللقلق. وقال إن أكثر المناطق تضررا من الجميعات الاستيطانية هي تلك المجاورة لسوقي العطارين واللحامين، مشيرا الى ان الجمعيات الاستيطانية تقوم بعمليات حفر فوق أسطح السوقين، وفي عقارات في المنطقة المعروفة ب «الحاكورة» التي تشرف على مناطق حساسة في البلدة القديمة تتاخم حي السلسلة وغيرها».