بروكسيل - أ ف ب - في إطار التضييق على الجمعيات وقاعات الصلاة التي يشرف عليها متشددون في فرنسا بعد اعتداءات باريس التي خلّفت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أقفلت قاعة في منطقة سين أي مارن بضاحية باريس اثر عملية دهم عثر فيها على مسدس من عيار 9 ملليمتر ومنشورات جهادية. وكان مسجدان آخران أغلقا الأسبوع الماضي في ضاحية جونوفيلييه شمال غربي باريس واربريل قرب ليون (وسط شرق). وأعلن وزير الداخلية برنار كازنوف أن مجلس النواب سيحل قريباً ثلاث جمعيات دينية «تدعي أنها ثقافية في شكل نهائي»، كما وضع 9 متطرفين في الإقامة الجبرية، سيُحظر مغادرة حوالى 22 متطرفاً آخرين أراضي فرنسا. إلى ذلك، شدد كازنوف على أن «التهديد اليوم هو الإرهاب وليس حال الطوارئ»، رداً عل تململ أوساط خصوصاً في الحزب الاشتراكي من حال الطوارئ السارية منذ مجزرة باريس، واحتمال إدراج اللجوء إليها في الدستور بحسب تعديل رفعته الحكومة إلى المجلس هذا الأسبوع ويسمح أيضاً بإسقاط الجنسية عن مواطنين مدانين بالإرهاب يحملون جنسيتين. وقال خلال تفقده إجراءات الأمن المتبعة في مطار شارل ديغول: «لا يمكن أن تكون حال الطوارئ دائمة، وستعرض كل التدابير المتخذة بموجب حال الطوارئ على البرلمان، وإذا انتقص أي إجراء من حقوق المواطنين يجب العمل لإصلاحه». إلى ذلك، أعلنت فرنسا وألمانيا أنهما ستقترحان الأسبوع المقبل حزمة إجراءات جديدة للاتحاد الأوروبي لقطع التمويل عن المتشددين. وقال وزير المال الفرنسي ميشال سابان إن «هجمات مثل تلك في باريس يمكن تمويلها بمبالغ ضئيلة قد تتراوح بين 10 و30 ألف يورو، والبطاقات المصرفية المدفوعة مقدماً وسيلة سهلة للتمويل. ويريد البلدان أيضاً توسيع قواعد مكافحة غسل الأموال لتشمل تجارة قطع فنية، نظراً إلى أن «داعش» يبيع بعض الفنون المسروقة إلى مستثمرين أوروبيين. في بلجيكا، وجهت السلطات اتهامات بالإرهاب إلى مشبوهين باعتداءات باريس، ما رفع إلى 8 عدد الأشخاص الذين يلاحقهم المحققون البلجيكيون. وأفاد تلفزيون «في آر تي» الرسمي أن أحد الموقوفين يعرف بلال حدفي، أحد انتحاريي الاعتداءات الذي فجر نفسه أمام ستاد دو فرانس. واعتقل المشبوه، وهو فرنسي في ال20 من العمر في مطار بروكسيل خلال محاولته السفر إلى المغرب. أما المشبوه الثاني فهو بلجيكي في ال 28 من العمر أوقف في حي مولنبيك ببروكسيل الأحد الماضي، وهو الحي الذي خرج منه إبراهيم عبد السلام الذي فجر نفسه أمام مقهى في ضاحية باريسالشرقية، وشقيقه صلاح عبد السلام الذي ما زال فاراً. وأطلقت الشرطة سراح شخصين آخرين أمس بعد الاستماع إليهما بصفتهما «شاهدين».