كابول، واشنطن، اوتاوا – أ ف ب، رويترز، يو بي اي – زار رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن منطقة مرجه بولاية هلمند جنوبافغانستان أمس، وتفقد القوات المشاركة في العملية العسكرية المستمرة منذ 13 شباط (فبراير) الماضي في المنطقة ضد حركة «طالبان». جاء ذلك بعد يومين على زيارة الرئيس الاميركي بارك اوباما المفاجئة كابول الأحد الماضي، حين التقى الرئيس الافغاني حميد كارزاي، وتفقد القوات الاميركية في قاعدة باغرام العسكرية شمال العاصمة. في غضون ذلك، كشف مسؤول عسكري اميركي رفض كشف اسمه، ان الهجوم العسكري الذي تعتزم قوات الحلف الاطلسي والقوات الافغانية شنه على المعقل التاريخي ل «طالبان» في قندهار (جنوب) سيبدأ في حزيران (يونيو) المقبل. وقال: «عملية بسط الامن بدأت في قندهار، لكن عمليات التطهير ستنطلق في حزيران»، علماً ان قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال صرح اخيراً بأن العملية في محيط قندهار بدأت، وستزداد حدتها خلال الشهور المقبلة. لكنه اشار الى ان هذه العملية، ستحصل تدريجياً بخلاف عملية هلمند التي انطلقت بهجوم واسع في يوم واحد محدد، على غرار ما حصل مثلاً في انزال النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية. ويسعى الحلف الاطلسي حالياً الى تمهيد الارض لهجومه على قندهار عبر جهود سياسية يبذلها في الولاية، فيما يقر مسؤولون اميركيون في الخفاء بأن السلطات المحلية فاسدة في قندهار، ما يقوض جهودهم التي تهدف الى كسب تأييد السكان في مواجهة «طالبان». ومنذ صيف 2009، تنتشر في قندهار كتيبة قتالية اميركية تضم 4 آلاف عسكري لتأمين الطرق المؤدية الى قندهار، علماً ان مصدراً عسكرياً اميركياً رجح مشاركة 15 الف عسكري من القوات الاجنبية والافغانية في هجوم قندهار. على صعيد آخر، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان بلادها تريد بقاء كندا في أفغانستان حتى ما بعد عام 2011 ، الموعد المحدد لإنهاء أوتاوا مهمتها في هذا البلد. وقالت لمحطة «سي بي سي» الكندية: «يعود لكندا قرار كيفية نشر قواتها. ونحب أن تبقى كندا في المعركة معنا، لكن لديها اعتباراتها الخاصة والتي نحترمها». وكلينتون موجودة في أوتاوا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني تحضيراً لقمة زعماء دول المجموعة المقررة في تورنتو في حزيران. وكان وزير الخارجية الكندي لورنس كانون كرر في مجلس العموم اخيراً ان موعد سحب القوات الكندية من أفغانستان لم يتغيّر. واستبعد اول من أمس تمديد المهمة في أفغانستان إلى ما بعد عام 2011. وتنشر كندا 2500 جندي على الأقل في أفغانستان منذ عام 2002، وقتل منهم 141 جندياً. وفي مقابلة مع محطة «إن بي سي نيوز»، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان التقدم في مكافحة الفساد وتجارة المخدرات في افغانستان «بطيء جداً». واوضح انه ابلغ كارزاي خلال لقائهما الاحد الماضي الحاجة الماسة الى الإصلاح الآن، و «اعتقد انه ينصت لما نقول». واعتبرت تعليقات الرئيس الامريكي في المقابلة التلفزيونية أكثر حدة من اللغة الديبلوماسية التي استخدمها في كابول، حيث قال انه يريد «مواصلة تحقيق تقدم في شأن الحكم الرشيد وسيادة القانون وجهود مكافحة الفساد». ويتسبب الاعتقاد في الولاياتالمتحدة أن كارزاي يتساهل مع الفساد في إضعاف التأييد في اميركا للحرب في افغانستان. وبالتزامن مع دعوة اوباما، طالب وزراء خارجية دول مجموعة الثماني الرئيس الافغاني كارزاي خلال لقائهم في غاتينيو بمقاطعة كيبيك الكندية، بإحراز تقدم سريع في كل مجالات الاصلاحات، معتبرين ان المؤتمر المقرر حول افغانستان في كابول في ايار (مايو) المقبل، وذلك بعد خمسة أشهر على مؤتمر لندن، «يجب ان يشكل مناسبة لتوضيح رؤية الحكومة الافغانية للبلاد». واوصوا في بيان الحكومة الافغانية بإعداد استراتيجيتها الأمنية في اسرع وقت، لا سيما في ما يتعلق بنقل المسؤوليات تدريجياً من القوات الاجنبية الى القوات الافغانية. وطالبوا في بيان ايضاً الحكومة الافغانية بإظهار «جرأة» في حل مشاكل الحكم، واتخاذ اجراءات «عملية وشفافة» لترشيد الحكم. كما دعوا كابول الى «التحرك بسرعة لمكافحة الفساد، والتزام تعهداتها في اصلاح القضاء الافغاني، واحترام حقوق الانسان والمساواة بين الجنسين وحرية التعبير». واشار البيان اكثر من مرة الى الوعود التي قطعها كارزاي خلال مؤتمر لندن الدولي الخاص بافغانستان الذي عقد في كانون الثاني (يناير) الماضي، وطالبه بتنفيذها. واكد البيان رغبة الدول الثماني في مساعدة الحكومة الافغانية، مذكراً بالالتزامات التي قطعتها الدول الستون التي شاركت في مؤتمر لندن.