في ردّ على أحد الأسئلة أمام مؤتمر «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف» أوضح النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي، وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز أن «الإرهاب صنع وخطط له ونفذ، وأن لا أحد يجهل من أين ينبع الإرهاب، وقد أكدنا أنه إذا لم تجفف منابع الإرهاب فسيظل قائماً، إذاً لا بد أن يكون لهذه المنابع من يدعمها وهو من أوجدها وهذا أمر لا شك فيه، لذلك علينا أن نتابع الأحداث وعلينا أن نحللها وعلينا أن نسعى لنتائج ترضي العقل وتحقق الواقع وهذا واجب المتابعين والمفكرين». ليست المرة الأولى التي يلمح فيها الأمير نايف بن عبدالعزيز الى أن الإرهاب اصبح «صناعة» تقف خلفها دول وتنظيمات، وان هناك من يدعمه بالتخطيط والتدريب والمال والسلاح، وهو طالب هذه المرة بمتابعة الأحداث وتحليلها للوصول الى من يقف وراء هذا العبث بأمن شعوب المنطقة واستقرار دولها. وكلام الأمير هنا ليس موجهاً للداخل، بقدر ما هو حديث عن ضرورة ربط الإرهاب بالأحداث التي تجري في المنطقة. ان المتابع للحرب التي تخوضها المملكة العربية السعودية ضد الإرهاب سيجد ان وزارة الداخلية السعودية لجمت منابع تمويل الإرهاب على نحو لم تصل إليه دولة أخرى، وهذا الإنجاز شهدت به جميع دول العالم، فضلاً عن أن الأمير نايف لم يكن، في بداية عمليات الإرهاب التي شهدتها المملكة، يتحاشى الحديث عن قضية التمويل الداخلية التي كان بعضها يتم بحسن نية من بعض المتبرعين للأعمال الخيرية، لكن الإجراءات التي اتخذتها السعودية في توحيد وتنظيم عملية جمع التبرعات، والرقابة الصارمة على عمليات تحويل الأموال عبر المصارف، لم تمنع هؤلاء الإرهابيين من تلقي الدعم، ما يعني أن قضية التمويل لم تعد محلية فحسب، وهو ما حاول الأمير لفت الأنظار إليه في شكل غير مباشر خلال المؤتمر. لا شك في أن المملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول العربية، وعلى رأسها مصر واليمن، تملك معلومات ووثائق عن علاقة بعض دول المنطقة بتنظيم «القاعدة» والحوثيين وبعض الأحزاب والتنظيمات، ومن الواضح أن الدول العربية المستهدفة لا تريد مواجهة من يقف وراء هذه التنظيمات بالحقائق بغية إعطائه فرصة لمراجعة موقفه، لكن هذا الحلم لن يطول، فالإرهاب الذي تعاني منه دول المنطقة لم يعد مجرد نزق جماعات وأفراد، بل اصبح وسيلة من وسائل الصراع في المنطقة، وهو بهذا المعنى صار بمثابة إعلان حرب على هذه الدول، وإعلان الحرب، إن استمر، سيجرى التعامل معه على نحو مختلف في المستقبل.