كييف، واشنطن، باريس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – فرضت موسكو أمس عقوبات على 9 مسؤولين أميركيين، بينهم مستشاران للرئيس باراك اوباما هما كارولين أتكينسون ودانيل فايفر، وبنجامين رودس والسيناتور ماري لاندريو، والسيناتور جون ماكين والسيناتور دانييل كوتس، وذلك بعد إدراج واشنطن 20 نائباً روسياً ومسؤولين كباراً في الكرملين وبنك «روسيا» ضمن «لائحة سوداء» تحتوي أسماء 11 مسؤولاً روسياً تشملهم عقوبات بسبب أزمة أوكرانيا (للمزيد). وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأنه «يجب ألا يشك أحد في أن أي هجوم عدائي سيقابل بتحرك مناسب»، فيما صرح أوباما بأن «روسيا يجب أن تعلم أن التصعيد لن يؤدي إلا إلى زيادة عزلتها الدولية»، مهدداً باستهداف اقتصادها مباشرة «عبر خطوات ضد قطاعات مؤثرة محددة». ولوّحت روسيا أيضاً «بمراجعة تعاونها» مع الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن حول «قضايا أخرى»، وذلك إثر مشادة كلامية بين سفيرها لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين والسفيرة الأميركية سامنثا باور حول ضم روسيا إقليم شبه جزيرة إقليم القرم. وقالت باور إن «مخيلة تشوركين تجاوزت أدباء روسيا، مثل أنطون تشيخوف وليون تولستوي، في حديثه عن شرعية استفتاء القرم»، فردّ تشوركين قائلاً: «يجب أن تفهم السيدة باور أن روسيا لن تقبل إهانة من هذا النوع، وإلا ستراجع مستوى تعاونها في مجلس الأمن حول قضايا أخرى». ودفع ذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس، إلى إبداء تخوفه من أن تنعكس أزمة أوكرانيا سلباً على تعاون الدول الكبرى في مجلس الأمن لحل أزمتي سورية وجمهورية أفريقيا الوسطى. وقال بان إن «التوتر بين أوكرانياوروسيا يهددهما، على غرار دول أخرى، بأخطار كبيرة، لذا نحض كل الأطراف على ضبط النفس في أزمة قد تخرج عن السيطرة»، علماً بأن وزارة الدفاع الأوكرانية أعلنت اقتحام حوالى 20 مسلحاً سفينة «تيرنوبيل» الحربية المحاصرة في ميناء مدينة سيفاستوبول بالقرم. ودعا بان إلى «نشر مراقبين حقوقيين من الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية في أوكرانيا، وإطلاق حوار مباشر بين موسكو وكييف لتنسيق إجراءات تفتح الطريق أمام تسوية ديبلوماسية»، بينما قال ديبلوماسي روسي ل «الحياة»، إن «موسكو أبلغت بان أن موقفها يتمثل في ضرورة الاعتراف بالأمر الواقع الجديد في القرم، والسير خطوات نحو إعادة هيكلة السلطات الأوكرانية في شكل شرعي، من أجل توفير قاعدة للحوار بين الطرفين». ووسط «حرب العقوبات»، توقع وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش قمة الأمن النووي في لاهاي الأسبوع المقبل لمناقشة أزمة أوكرانيا، آملاً في أن «نرى أين نحن في هذه المرحلة». لكن لافروف استبق اللقاء باتصال هاتفي مع كيري أكد فيه أن «روسيا لن تعيد النظر بقرارها ضم القرم، وترفض طرحه للنقاش، لأنه يعكس إرادة غالبية سكان القرم». وفيما استهل قادة الاتحاد الأوروبي قمتهم في بروكسيل أمس لدرس رد ملائم على روسيا، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الاتحاد سيُلغي قمة مقررة مع روسيا في حزيران (يونيو) المقبل، ويُقرّ عقوبات جديدة ضد شخصيات روسية، علماً بأن دول الاتحاد ال 28 منقسمة حول تصعيد الرد. ولفت تراجع كييف عن قرارها فرض تأشيرات على المواطنين الروس، بحجة أن الأمر «غير مستعجل» و «يجب التفكير مطولاً به»، على رغم إعلان البرلمان الأوكراني (الرادا) «النضال لتحرير القرم من الاحتلال الروسي»، والانسحاب من رابطة الدول المستقلة التي تترأسها روسيا.