حققت القوات النظامية السورية أمس تقدماً بدخولها قلعة الحصن الأثرية في ريف حمص وسط البلاد التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أكثر من سنتين، في وقت قال قيادي في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إن نظام بشار الأسد «انكشف على حقيقته من أنه ليس ممانعاً ومقاوماً، حين لم يقم بأي رد فعل عسكري على ما قامت به إسرائيل». (للمزيد) وجاء الهجوم على بلدة الحصن، آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف حمص الغربي، بعد أيام من سيطرة القوات النظامية على مدينة يبرود، آخر أكبر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القلمون شمال دمشق والتي تحد لبنان أيضاً، ثم تقدمها أول من أمس في بلدة رأس العين المجاورة ليبرود. ولا يزال مقاتلون من مجموعات المعارضة المسلحة منتشرين في المنطقة الجبلية من القلمون في ريف دمشق، لكنهم شبه مطوقين، وتسعى القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» اللبناني، إلى تأمين هذه المنطقة الحدودية، التي تقول السلطات السورية إنها ممر للسلاح والإمدادات والمسلحين. وقال نشطاء إن انقطاعاً في خدمات الإنترنت حصل في معظم الأراضي السورية بما فيها دمشق، وإن الاتصالات الهاتفية الأرضية «تأثرت كثيراً» في العاصمة السورية. كما قصف الطيران ب «البراميل المتفجرة» أحياء عدة في حلب وريفها في شمال البلاد حيث قتل نحو 20 شخصاً بغاره على حي الجندول، بما فيها مستشفى الكندي، الذي نسفه مقاتلو المعارضة أول من أمس، في وقت سيطر مقاتلو المعارضة على موقعين لقوات النظام في حماة وسط البلاد، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ونشطاء. من جهته، قال عضو الهيئة السياسية ل «الائتلاف» فايز سارة في بيان، إن «نظام الأسد سبق وأن ظهر على حقيقته التي تخالف الأوهام التي حاولت إظهاره بأنه نظام ممانعة ومعاد لإسرائيل، حيث إنه لم يقم بأي رد فعل عسكري على ما قام به الاحتلال الإسرائيلي خلال العشر سنوات الأخيرة من حكمه. وجاءت الثورة لتثبت بأن نظام الأسد ليس معنياً بالدخول في مواجهة مع الاحتلال، في حين أنه دخل في أقسى مواجهة وحرب ضد الشعب السوري». جاءت تصريحات سارة بعد تراجع النظام عن تهديداته بأنه سيرد على ضربات إسرائيل بعد الغارات التي شنتها إسرائيل ليلة أول من أمس وفجر أمس على قواعد لقوات النظام في الجولان. وقال سارة: «جبهة الاحتلال الإسرائيلي مع نظام الأسد من أكثر الجبهات هدوءاً، ولم تحصل فيها خروقات أمنية أو عسكرية منذ 1973». في واشنطن، دعا تسعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى سياسة أميركية «تهدف إلى تغيير موازين القوى على الأرض» في سورية تمهيداً لتطبيق اتفاق جنيف وفرض وقائع جديدة تقنع الأسد بأنه لا يمكنه البقاء. وجاء في رسالة وجهها تسعة أعضاء إلى الرئيس باراك أوباما، أن «السبيل الوحيد لجعل جنيف عملية جدية هي في تغيير موازين القوى على الأرض وتبديل حسابات الأسد بأنه لا يمكنه الاستمرار في حكم سورية».