تباينت آراء المشاركين في الندوة الثالثة من جلسات مؤتمر الإرهاب، في تحديد الجانب الذي يجب أن تتوجه إليه جهود المجتمعات في دحر الإرهاب أكثر من غيره، ما بين داع إلى الحوار حتى مع الغلاة الأشاوس، ومركّزٍ على التنمية وهزيمة الفقر كشرط لهزيمة الإرهاب، فيما ذهب آخر إلى «المؤامرة» وأودعها سر الإرهاب، بعد أن قال إنه خطط منذ الستينات لإشغال العالم به، وينتهي 2020، كما زعم. عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية الدكتور سلطان الحصين، دعا أولاً إلى التركيز على الحوار مستنداً إلى تجربته في المناصحة السعودية، وأكد أن هناك اتهامات بالتطرف للمناهج الدراسية لكنها باطلة وغير صحيحة، ولا سيما أن هذه المناهج خرّجت كوكبة من العلماء والمفكرين. في المقابل طالب عضو هيئة التدريس في جامعة المولى إسماعيل في المغرب الدكتور إدريس مقبول، بتطوير المناهج حتى ترتقي مع التطور في العالم. وقال الحصين في ورقة عمل خلال الجلسة الثالثة من فعاليات مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف أمس، بعنوان: (الحوار وأثره في علاج التطرف)، «هذه النماذج من المناهج العلمية أنتجت منذ قرون، لكن هناك بعض منها ابُتلينا بشذوذها، والشاذ لا قاعدة له، وهم يغرّدون خارج السرب». وأشار عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية إلى أن المملكة كانت لها تجربتها في الحوار مع المتطرفين وتأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع السعودي، ولا سيما ما تقوم به لجان المناصحة في معالجة الشبهات العالقة في أذهان بعض المتطرفين في ما يتعلق بمسائل الجهاد والولاء والبراء، والتي أصبحت نموذجاً يحتذى به في الكثير من الدول. وأضاف: «غياب ثقافة الحوار يؤدي حتماً إلى آثار سلبية عدة من أبرزها ظهور التطرف الفكري الذي يقود غالباً إلى ظاهرة التكفير». من جهة أخرى، أكد الدكتور إدريس مقبول من المغرب، أن حال التطرف هي ضحية، والضحية لا يمكن أن يحاكم وليس هنالك أي قانون يدين ذلك، وهناك العديد من الضحايا انجرفوا خلف تيار التطرف الفكري، وقال: «يجب علينا أن نقر أن الأوضاع السياسية العربية ليست بخير، وعلينا أن نبحث عن الحلول والحريات، ولا نقفل باب الحوار مع أي شخص، وينبغي أن يكون الحوار مع الجميع». وأشار مقبول إلى أن هناك مسألتين إحداهما التعليم الذي ينبغي أن نطور المناهج الدراسية حتى ترتقي مع التطور العالمي، والأخرى الإعلام الذي عكسته الفضائيات العربية التي تبث الصور الإباحية والتي لا تعكس واقع الشعوب. ولفت عضو هيئة التدريس في جامعة المولى إسماعيل في بحثه المعنون ب«من الحصار إلى الحوار في معالجة التطرف»، إلى أن هناك عدداً من المداخل العلاجية لظاهرة التطرف، من بينها المدخل التنموي الذي يجب أن يركز على القضاء على الفقر والبطالة لدى الطبقات المهمشة، والمدخل التربوي التعليمي الذي يجب أن يركز على القضاء على الأمية والجهل. وأضاف: «كما أن هناك المدخل العلاجي النفسي الذي يجب القضاء من خلاله على الاستبداد والقهر وكبت حريات الأفراد». وأكد مقبول، أن الحوار حد للمواجهة، وطريق للانفتاح على العالم، وحين يغيب الحوار، فلا بديل إلا الحصار. إلى ذلك أوضح رئيس الجامعة العربية في حضرموت الدكتور علي نون في مداخلة له، أن الفكر الإرهابي والتطرف خطط له منذ الستينيات، وستستمر مشكلتنا معه حتى 2020. وتساءل الأكاديمي المصري الدكتور علي الطناوي في مداخله له، عما إذا كان مأزق الفكر هو ما تنتج منه الهالة الإعلامية التي يجب أن يعاد النظر في خريطتها في توجيه هذه الأجيال، أم هي الرسالة التربوية أم التعليمية التي يجب إصلاحها من الداخل، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من المسائل يجب تأملها في بيان المدينةالمنورة.