تخيم على إسرائيل أجواء من القلق والمخاوف من تحوّل دراماتيكي في سياسة واشنطن تجاهها يشمل فرض تسوية دائمة للصراع مع الفلسطينيين في غضون عامين، ويترافق مع تشدّد أوروبي وعزلة دولية. ولم يكن الوضع الداخلي اكثر تطمينا، اذ وصف نصف الاسرائيليين مكانة اسرائيل الدولية ب «السيئة» او «السيئة جداً»، في حين اعربت غالبية من الاسرائيليين عن عدم ارتياحها الى اداء رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. ومن المقرر أن يجتمع «المنتدى السباعي» الوزاري الاسرائيلي غداً للمرة الثالثة لبلورة ردّ رسمي على المطالب الأميركية في شأن إعادة الثقة مع الفلسطينيين بما يمهد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة. وعشية الاجتماع، تعالت مجدداً الأصوات اليمينية الداعية إلى عدم وقف البناء الاستيطاني في القدس، إذ اعتبر عضو المنتدى السباعي الوزير بيني بيغن ان الضغوط الاميركية في هذا الصدد «تعزز مكانة المتطرفين الفلسطينيين وتعرقل عملية السلام». واعتبر ان فرض تسوية أميركية أمر «عبثي»، معرباً عن قلقه من التغيير في السياسة الأميركية التي لم تعد ترى أن حل قضية القدس يتم في إطار التفاوض. ويبعث الأسلوب الجديد في عمل الديبلوماسية الاميركية على القلق في اسرائيل التي تخشى من فرض تسوية اميركية دائمة للصراع في غضون عامين، ومن مساع اميركية لتأليب اوروبا على الدولة العبرية. في هذا الصدد، نقلت صحيفة «هآرتس» عن اوساط سياسية رفيعة المستوى قولها ان «الاتصالات التي اجرتها الولاياتالمتحدة مع حلفاء اسرائيل في اوروبا، وفي مقدمها المانيا، ما هي سوى جزء من جهد يرمي الى تأليب اوروبا على اسرائيل وعزل الاخيرة وممارسة ضغط سياسي عليها». ووصفت المطالب الاميركية بأنها «قمة جبل جليدي يكمن وراءه تحول دراماتيكي في السياسة الاميركية تجاه اسرائيل». واعربت عن قلقها من حقيقة ان اربعة من المطالب الاميركية تتعلق بالقدس، وهي فتح مقر الغرفة التجارية الفلسطينية في المدينة، ووقف هدم منازل فلسطينيين، وعدم تنفيذ بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة «رمات شلومو»، وتجميد البناء في مستوطنات القدس. كما افادت الصحف الاسرائيلية ان سفراء اسرائيل لدى 7 دول اوروبية، توقعوا خلال اتصال مع وكيل وزارة الخارجية الاسرائيلية الاسبوع الماضي ان تذهب الدول الاوروبية في تصعيدها أبعد من واشنطن، فتحاول دفع مبادرات سياسية مختلفة واتخاذ «قرارات سيئة» ضد اسرائيل في غياب حماية اميركية، مشيرين الى ضغط دولي غير مسبوق في حدته. وقال القنصل الاسرائيلي السابق في نيويورك ألون بنكاس ان اسرائيل تخشى من ان يستغل بعض دول العالم الازمة مع اميركا «لممارسة ضغط على اسرائيل وزيادة عزلتها الدولية». كذلك ابرزت الصحف الاسرائيلية ما جاء في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) من ان الولاياتالمتحدة قد تتوقف عن الاستخدام الفوري لحق النقض (فيتو) في مجلس الامن في حال تقدمت جهة ما باقتراح التنديد باسرائيل على خلفية مواصلة الاستيطان في القدس. وانعكس القلق الرسمي في اسرائيل من تغير السياسة الاميركية، في استطلاع نشرته صحيفة «معاريف» وعكس مخاوف من تدهور صورة اسرائيل على الساحة الدولية، اذ وصف 38 في المئة من الاسرائيليين مكانة اسرائيل الدولية ب «السيئة»، و10 في المئة ب «السيئة جدا»، كما قال 53 في المئة انهم ليسوا راضين عن اداء نتانياهو، وان كان 47 في المئة يفضلونه على غيره لهذا المنصب. كما اظهر الاستطلاع انه لو جرت الانتخابات اليوم، فان الخريطة الحزبية الحالية لن تتغير.