تعود الكوميديا في الدراما السورية إلى مشهد البادية ولهجتها، من خلال مسلسل «الطواريد»، في حضور الممثلين: نسرين طافش ومحمد حداقي وأحمد الأحمد في البطولة، بمشاركة أيمن رضا ومرح جبر وعبدالهادي الصباغ وقاسم ملحو وروعة ياسين ومديحة كنيفاتي ومحمد خير الجراح وجمال العلي، وجيني إسبر التي أعطت موافقتها بانتظار ترتيب مواقيت التصوير كي لا تتضارب مع أعمال أخرى لها. وتدور حكاية العمل الذي يخرجه مازن السعدي وكتبه مازن طه، في «بيئة كوميدية بدوية حول «خلف» و «مهاوش» الرضيعين اللذين يعثر عليهما «طرود»، زعيم قبيلة «الطواريد»، قبل 30 عاماً، ويأمر برعايتهما كما يأمر نساء القبيلة بإرضاعهما... وبسبب شراهتهما، يرضعان من كل النساء، ما يجعلهما إخوة بالرضاعة لجميع بنات القبيلة ما عدا «وضحة»، فيتنافسان على حبّها كما يتنافسان على كثير من الأمور، علماً أنّ الشركة المنتجة «كلاكيت ميديا»، شدّدت في بيان تلقت «الحياة» نسخة عنه، على عدم إساءة «الطواريد إلى قيم مجتمع البداوة». ويكشف كاتب العمل مازن طه، أن «فكرة التنافس على «وضحة» والرضاعة، ليست إلا تفصيلاً وحاملاً كوميدياً لأفكار أعمق تعالجها الحلقات المنفصلة المتّصلة، مثل الغزو الثقافي، وتأثير العادات والتقاليد واستبدادها أحياناً». وتوضح طافش بعض تفاصيل بطولتها ل «الحياة»، قائلةً إنها ستؤدي شخصية «وضحة»، ابنة شيخ القبيلة، موضحةً أنها فارسة مبارزة تجيد القتال وهي ذكية جداً أيضاً، لذا تحب مواصفات الفروسية وسماتها، فتضع شروطاً على من يتقدّم لطلب يدها، من أبرزها أن يتحداها في منازلة ويفوز. وتضيف أن فارسين من القبيلة يتنافسان عليها، إلا أن طموحها أكبر منهما. وتلفت إلى أن تصوير العمل سيبدأ خلال أيام قليلة جداً في صحارى أبو ظبي، مشدّدة على أنه مسلسل كوميدي هادف، مختلف عمّا سبقه من أعمال من اللون ذاته، إضافة إلى بعده من «كوميديا الابتذال». ويتحدث حداقي عن ملامح شخصية «خلف» التي ستنافس «مهاوش» (أحمد الأحمد) للحصول على «وضحة»، لافتاً إلى هذه الثنائية التي ظهرت في أعمال كوميدية، من أبرزها «الخربة»، حيث استطاع الممثلان إيجاد علاقة درامية مميزة بطرافتها أمام المشاهد، بشخصيتي «فياض» و«سمعان». يقول حداقي ل «الحياة»: «في هذا المسلسل، سنستغل هذه النقطة بيني وبين أحمد الأحمد، لنقدم ثنائية كالخربة، لكن في شكل مختلف تماماً. أنا وأحمد نلتقي كثيراً، ولنا التوجّه ذاته وكذلك الطموح، وأرادت «كلاكيت» أن تستثمرنا لنقدّم ديو، وأتمنى أن ننجح في الموضوع». ويشير إلى أن «خلف» يتميز بإقدامه المتهوّر، بينما «مهاوش» متخصّص بالذكاء والاحتيال. ويبدو أن الفرصة مواتية لحداقي والأحمد كي تسطع نجوميتهما بمقدار ما تستحق موهبتهما وقوتهما في التمثيل، لا سيما أنهما من أبطال العمل الرئيسيين في مثلث مع طافش، إذا ما اعتبرنا أن «الطواريد» سيتمتع بمقدار من التميز المسبق من حيث النوع هذا الموسم، إذ إن الكوميديا الصرفة في الدراما السورية لم تعد بين الحاضرين الأبرز أخيراً، بسبب الظروف التي تمر بها سورية، على رغم الحاجة إليها. ويزيد من فرصة العمل نصّ طه الذي خبر النفس الكوميدي طويلاً خلال أعماله، وأبرزها مشاركاته في سلسلتي «مرايا» و«بقعة ضوء»، ومسلسل «بناء 22»، و«هيك تجوزنا». ومن أبرز الأدوار الأخرى في العمل الذي انطلق من فكرة لشادي دويعر، يؤدي أيمن رضا شخصيّة رئيس المخفر «أبو شهاب» الذي يحاول عبثاً حلّ الخلافات داخل القبيلة، لكنه غالباً ما يزيد الطين بلّة من حيث لا يدري. وتجسّد الفنانة مرح جبر دور «سعدة» التي كانت من ضمن النساء اللاتي أرضعن «خلف» و«مهاوش» بأمر من الزعيم «طرود» (عبدالهادي الصبّاغ)، فنفّذت نصف الأمر فقط بإرضاع طفل واحد من دون أن تتذكر من هو، بخاصة أن ابنتها تقع في غرام أحدهما.