يستمر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في تبني العمليات الإرهابية، آخرها تفجير باريس الذي راح ضحيته 129 شخصاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وقبله بيوم واحد فقط تفجير بيروت الذي أسفر عن مقتل 43 شخصاً. وصنف تقرير صادر عن «معهد السلام الدولي» التنظيم في العراق وسورية بأنه «أعنف الجماعات الإرهابية والدموية في العالم»، بعدما كشف التقرير أن التنظيم قتل أكثر من 6 آلاف شخص في عام 2014 وحده، في 1071 هجمة، و20 ألف حالة وفاة في ساحات القتال ما جعله المجموعة الأكثر تدميراً في العالم. وتعود ثلاثة من أعنف الهجمات التي جرت على مستوى العالم إلى التنظيم، حيث لقي 670 شخصاً حتفهم في اعتداء للتنظيم على مدينة بدوش بالعراق، وقتل التنظيم 500 في هجمة ثانية بمدينة سنجار العراقية، وخطف التنظيم امرأة، كما نفذ في سورية هجوماً على حقل للغاز أودى بحياة 270 شخصاً. وتشير احصائيات إلى ارتفاع الوفيات الناجمة عن الجماعات الإرهابية إلى تسعة أضعاف منذ العام 2000، ويظهر الارتفاع بشكل كبير مع بداية الأزمة السورية، في حين تتمركز 57 في المئة من الاعتداءات في العراق وباكستان وأفغانستان ونيجيريا وسورية. واستمر تدفق المقاتلين الأجانب إلى تنظيم «داعش» العام الحالي ليصل إلى 7 آلاف مقاتل في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري. ووفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي، فإن استقطابهم يكون بمقابل مادي يتراوح بين 250 و800 جنيه إسترليني شهرياً. وقال الرئيس التنفيذي لمعهد «الإقتصاد والسلام» ستيف كيليليا: «هناك امتداد للتنظيم في دول أخرى مثل جماعة بوكو حرام في نيجيريا والتي تستهدف المدنيين»، وأضاف: «داعش منظمة ارهابية ممولة جيدًا، وذلك يعطيها قدرة على دفع جنودها والقيام بأعمال إرهابية خارج حدودها». وتقدر ثروة التنظيم ب1.3 بليون جنيه إسترليني هي حصيلة إيرادات النفط الخام الذي يتم تهريبه إلى شبكة السوق السوداء، و8 من محطات الطاقة التي يسيطر عليها، فضلا عن الضرائب وسرقة الآثار والابتزاز، وأموال هائلة من نهب البنوك في الموصل، ما يجعله أغنى جماعة إرهابية في التاريخ.