أفادت نتائج دراسة حديثة أن من يتحدثون لغة ثانية غير لغتهم الأصلية يستعيدون وظائفهم الإدراكية والمعرفية الطبيعية بواقع الضعف بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، وهذا بالمقارنة مع من يتحدثون لغة واحدة فقط. وقالت أستاذة الأمراض العصبية في معهد "نظام" للعلوم الطبية في حيدر أباد في الهند، سوفارنا ألادي، وهي المشرفة على هذه الدراسة، إنه اتضح خلال السنوات الأخيرة أن الخبرات الحياتية تغير من الطريقة التي تعبّر بها الأمراض عن نفسها في المخ. وقالت ألادي: "أوضحت دراسة في تورونتو أن من يتحدثون لغتين تتأخر لديهم الإصابة بأعراض تدهور الوظائف العقلية". وقالت إن استخدام عدة لغات يمثل تحدياً للمخ، لأنه يصبح من الصعب ايجاد لفظ معين لمعنى واحد بين لغات عدة، ومثل هذا التحدي يقوي المرونة العصبية أو المخزون المعرفي، ما يهيئ المخ للتعامل مع التحديات الجديدة مثل الأمراض. وأوضحت ألادي أن الباحثين حللوا السجلات الطبية لعدد 608 مرضى ممن أصيبوا بالسكتة الدماغية في معهد "نظام" للعلوم الطبية بين عامي 2006 و2013ن وذكرت إنه في حيدر أباد يشيع في المدارس تعليم الأطفال ثلاث لغات هي الأردو والانكليزية والتيليغو. وكان أكثر من نصف المصابين بالسكتة الدماغية يتحدثون لغتين على الأقل. وبعدما وضع الباحثون في اعتبارهم عوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة مثل التدخين والسن والتعليم والإصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري، وجدوا أن نحو 40 في المئة ممن يتحدثون لغتين يستردون وظائفهم الإدراكية والمعرفية بعد السكتة الدماغية بالمقارنة مع 20 في المئة بين من يتحدثون لغة واحدة فقط. وأظهرت النتائج أيضاً أن من يتحدثون لغتين أبلوا بلاء حسناً في الاختبارات الخاصة بالانتباه واليقظة عقب السكتة الدماغية لكن لم يرصد أي فارق في ما يتعلق باحتمالات الإصابة باللعثمة أو القدرة على الفهم او التعبير عما يجول في خاطرهم خلال الحديث. وشرحت: "العامل الأكثر أهمية هو استخدام اللغة على المدى الطويل". وقالت إن تعلم لغة ثانية بالمدرسة ثم عدم استخدامها لا يضيف أي فوائد.