تمحورت المواقف السياسية اللبنانية امس حول ملفي الاستحقاق الرئاسي، وترحيل النفايات. وقال وزير الزراعة اكرم شهيب: «علينا ان نبني وطننا ونتحاور ونتفاهم ونتكاتف لنصل الى حل في أسرع وقت ممكن، حتى لا تأتي ترددات النيران المحيطة الى بلدنا». وأمل بأن «يتم الوصول الاسبوع المقبل الى قرار في مجلس الوزراء لحل ابغض الحلال وهو ترحيل النفايات لمدة سنة ونصف السنة»، معتبراً أن «البلديات يجب ان تبني نفسها بنفسها ومعالجة نفاياتها بعد اعطائها حقوقها». وأشار وزير الصحة وائل أبو فاعور الى ان «رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يرى جمال التسوية في كل أمر، لكن يبدو أن البعض من شركائنا في الوطن ما زالوا قاصرين عن رؤية جمال التسوية. واليوم هناك فرصة سانحة لتسوية سياسية تضع حداً لهذه الدوامة المترامية المتمادية في الشغور الرئاسي، وتعطيل مجلس الوزراء والمجلس النيابي وتداعي المؤسسات». وقال في احتفال امس: «نجدد الدعوة إلى تسوية وطنية ميثاقية جامعة تضع حداً لهذه الدوامة. وليس من المفيد إغراق هذه التسوية بعناوين ومطالب إضافية، لا سيما إذا كنا نتحدث عن قانون الانتخاب، فقد شكلت لجنة لدراسته وستباشر أعمالها الإثنين وستكون مساحة مشتركة لنقاش وطني حول ما يحصل وأن نتفق عليه من قانون انتخابي»، متسائلاً: «لماذا نربط التسوية بقانون الانتخاب، إلا إذا كان البعض يريد فكاكاً من هذه التسوية والتخلص منها في شكل لائق ومهذب؟». ورأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس انه «منذ مدة لم تعد القوة السياسية داخل 14 آذار تنسق في ما بينها كما في السابق، وحتى داخل 8 آذار لاحظنا، وتحديداً خلال الحوار، ان كل قوة تطرح مقولة مغايرة لغيرها». واعتبر انه اذا «كان انتخاب رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية سيشكل حلاً لأزمة الرئاسة فلا يجب ان نصنف ذلك انتصاراً لفريق على آخر، بل هو انتصار للبنان». ولفت درباس الى انه لمس لهجة متفائلة لدى رئيس الحكومة تمام سلام والوزير شهيب في ملف النفايات. وأوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب باسم الشاب أن «المستقبل» لم يرشح رسمياً رئيس تيار المردة للرئاسة»، مشيراً الى أن «هناك كلاماً وحواراً فقط لا غير»، متسائلاً: «ما الخطأ في الحوار مع سليمان فرنجية في خصوص الرئاسة خصوصاً أنه مرشح من قبل البطريركية المارونية كونه واحداً من القادة الموارنة». وشدد على أن «أي ترشيح وإعلان رسمي لفرنجية للرئاسة سيكون بموافقة الجهات المختلفة في 14 آذار»، مضيفاً: «هناك توافق سعودي أميركي روسي ايراني على ملء الشغور الرئاسي في لبنان»، لافتاً الى أن «الفيتو على رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون كان من قبل المسيحيين والمشكلة عنده انه لا يوجد اتفاق مسيحي عليه». وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» نواف الموسوي: «نعتقد بأن أي حوار يجري يساهم في التقدم إلى الأمام نحو حل الأزمة اللبنانية المتمثلة حاليًا بتعطيل المؤسسات الدستورية، أكانت الخلو في سدة رئاسة الجمهورية، أو تعطيل العمل الحكومي، أو المجلس النيابي، وفي هذا الإطار نجد أن الحوار من شأنه أن يقصر الطريق من أجل التوصل إلى حل، ولذلك فإننا كنا ولا نزال ندعم الحوارات أكانت جامعة عامة أو ثنائية، ونحضّ الجميع على التوصل إلى تسوية سياسية دستورية شاملة، تشعر الأطراف جميعاً من خلالها أنها شريكة كاملة في تقرير المصير الوطني وفي صناعة القرار الوطني». وفي المقابل اكد عضو كتلة «القوات» النائب فادي كرم «ان النائب فرنجية من المرشحين الأقوياء للرئاسة وبالتالي فإن طرح اسمه لم يشكل صدمة لدى أحد»، معتبراً في الوقت نفسه «أن محاولة التسوية التي طرحت أخيراً هي التي فاجأت الجميع، لا سيما أن الاتصالات بين فرنجية والرئيس سعد الحريري لم تكن معلنة». ولفت الى «أن المفاجأة كانت بترشيح الحريري الذي ينتمي الى قوى 14 آذار لفرنجية الذي يمثل الخط المعاكس»، سائلاً: «على أي أساس حصل تبني الترشيح والخلاف لا يزال قائماً حول معظم المواضيع، لا سيما سلاح حزب الله والحرب السورية؟». وإذ أكد «أن الاتصالات بين حزب القوات وتيار المردة لم تنقطع يوماً»، شدد على «أن الدكتور سمير جعجع لا يمكن أن يدعم ترشيح فرنجية لأنهما لا يلتقيان في الكثير من الملفات وفي النظرة الإستراتيجية الوطنية». وأشار الى ان «طرح فرنجية للرئاسة جدي منذ البداية وليس مناورة كما يظن البعض»، رافضاً «أن تكون التسوية التي تبحث على حساب قانون الانتخاب وبالتالي الإبقاء على قانون الستين»، داعياً الى «ضرورة التوصل الى قناعة بوجوب إقرار قانون جديد ومختلط للانتخابات يؤمّن صحة تمثيل المسيحيين». وشدّد على «أن لا فيتو على أي مرشح للرئاسة، إلا أن من غير الممكن دعم ترشيح شخص لا يتبنى مشروع قوى 14 آذار ويسير به أو بالحد الأدنى التوافق معه على شروط الفترة المقبلة والتي ستمتد على ست سنوات». وإذ وصف العلاقة مع «التيار الوطني الحر» ب «الممتازة وخصوصاً في موضوع التنسيق حول رئاسة الجمهورية»، لفت الى «أن القوات لا تمانع التوافق على شخصية توافقية من خارج نادي الأقطاب الأربعة للرئاسة». وكان زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري اتصل مساء أول من أمس بالنائب فرنجية وتباحث معه في آخر المستجدات.