ارتفعت أسعار النفط أمس مع إقبال المستثمرين على تكوين مراكز قبل اجتماع «منظمة البلدان المصدّرة للنفط» (أوبك) المقرر عقده هذا الأسبوع، على رغم توقعات بأن المنظمة لن تغير سياسة الإنتاج. وزاد خام القياس العالمي مزيج «برنت» 48 سنتاً إلى 45.34 دولار للبرميل، وارتفع الخام الأميركي في العقود الآجلة 32 سنتاً إلى 42.03 دولار للبرميل. وزاد تجار النفط مراكزهم استعداداً لأي نتائج غير متوقعة قد يتمخض عنها اجتماع «أوبك» المقرر الجمعة المقبل. ولن يكون تبني تغيير جذري في سياسة الانتاج إلا إذا شارك منتجون كبار من خارج المنظمة خصوصاً روسيا في خفض منسّق. وقال مدير الاستثمار لدى «آيرز ألاينس» في سيدني، جوناثان بارات، إن «أوبك» وروسيا قد تقومان «بنوع من المحاولة المنسقة لخفض الإنتاج». وأشار محللون لدى «مورغان ستانلي» إلى أن اجتماع المنظمة قد يتضمن أيضاً مناقشات في شأن الإمدادات الجديدة من إيران. إلى ذلك، تواصل شركات النفط الروسية زيادة نشاطات الحفر بما يُظهر أن أكبر بلد منتج للخام في العالم مستعد لمعركة طويلة الأجل مع «أوبك» على الحصة في سوق النفط العالمية في وقت تستطيع صناعة النفط الروسية الصمود حتى إذا وصلت أسعار الخام إلى 35 دولاراً للبرميل. وتشير تقديرات «أوراسيا»، وهي أكبر شركة لنشاطات الحفر البري في روسيا والحفر البحري في بحر قزوين، إلى زيادة قدرها عشرة في المئة في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي على أساس سنوي. وأعلن «بنك أوف أميركا ميريل لينش» في بحث نشره أخيراً ان «الإنتاج الروسي يواصل التسارع على رغم هبوط أسعار النفط في الفترة الأخيرة مع استمرار ربحية منتجي النفط مدعومين بتأثير ضعف الروبل على النفقات وانخفاض الضرائب التي تتراجع مع هبوط أسعار النفط». وفاجأت موسكو «أوبك» بزيادة إنتاجها النفطي إلى مستويات قياسية هذه السنة على رغم تراجع الأسعار. ووفقاً ل «أوراسيا» فإن سوق الحفر في روسيا تقوم على العقود الطويلة الأجل ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار وانحسار تقلبات الهوامش مقارنة بدول أخرى أكثر تعرضاً للسوق الفورية. وزادت نشاطات الحفر إلى أكثر من مثليها على مدى السنوات العشر الأخيرة لتصل إلى ما يزيد على 22 مليون متر سنوياً. ويرتفع إنتاج روسيا من النفط، الذي يشكل مع مبيعاتها من الغاز الطبيعي نصف إيرادات الموازنة الحكومية، في شكل مطرد منذ العام 1998 باستثناء انخفاض طفيف في 2008. وأظهرت بيانات رسمية أن عدد الآبار المنتجة في روسيا ارتفع في 2014 إلى 146.2 ألف بئر من 143.8 ألف بئر في 2013. وزاد عدد الآبار الأفقية، وهي وسيلة أكثر كفاءة في استخلاص النفط، بأكثر من ست مرات منذ العام 2005. وأوضح «بنك ميريل لينش» إن سعر الخام الذي يحقق نقطة التعادل لمعظم شركات النفط الروسية يبلغ 35 دولاراً للبرميل مقارنة بما بين 40 و50 دولاراً للمنتجين في أميركا اللاتينية. من جهة أخرى، أفاد تجار بأن شركة «فورموزا بتروكيميكال كورب» التايوانية اشترت عبر مناقصة 12 مليون برميل من خام البصرة العراقي الخفيف تسليم عام 2016. وأشار المصدر إلى أن الشحنات الست باعتها شركة كبرى للنفط بسعر دون السعر الرسمي لهذا النوع من الخام بما يتراوح بين 40 و50 سنتاً في شهر التسليم قبل الشحن. إلى ذلك، هبطت واردات آسيا من النفط الإيراني إلى أدنى مستوياتها في سنتين خلال تشرين الأول (أكتوبر) اذ عزف أكبر مشتري الخام الإيراني عن زيادة مشترياتهم بعد الاتفاق النووي. وأظهرت بيانات حكومية وأخرى تتبع حركة الناقلات، أن واردات أكبر أربعة مشترين من ايران وهم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية بلغت 803.6 ألف برميل يومياً الشهر الماضي وهو أدنى مستوى منذ تشرين الأول 2013 بما يقل 8.5 في المئة عما كانت عليه قبل سنة.