هل يكون المؤتمر الدولي للمناخ «كوب 21» في باريس، قمة الفرصة الأخيرة لإنقاذ الكوكب الأزرق؟ ربما يظهر جزء الإجابة في ثنايا «التقرير السادس عن فجوة الانبعاثات» الذي أصدره برنامج الأممالمتحدة للبيئة قبيل انعقاد «كوب 21». إذ يورد التقرير الذي أعدّه فريق علمي دولي، أنّ لجم احترار الأرض عند مستوى درجتين وصولاً إلى 2100، يفترض تقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة كبيرة جداً، قبل حلول العام 2075. وفي سياق مُشابِه، تناول التقرير الخامس الذي أصدرته أخيراً «الهيئة الحكوميّة الدوليّة المعنية بتغيّر المناخ»، التقارير الوطنيّة المرسَلَة إلى قمة باريس، التي تضمّنت التزامات محدّدة من الدول كافة تجاه تقليل انبعاث غازات التلوّث المرتبطة بالاحتباس الحراري. إذ وصف تلك التقارير الوطنيّة بأنها خطوة أولى تساعد على الانتقال إلى اقتصادات منخفضة الكربون. ونبّه التقرير إلى أن الدول تستطيع وقف انبعاث 11 بليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون وصولاً إلى 2030، وفق ما يرد في التقارير الوطنيّة للدول. ويشدّد التقرير على أن ذلك التخفيض في حال تحقيقه، سوف لن يمثّل إلا قرابة نصف ما يفترض تحقيقه، وهو ما يشار إليه بمصطلح «فجوة الانبعاثات» Emissions Gap. ولذا، يشدّد التقرير على ضرورة التخفيض السريع لانبعاث غازات التلوّث، لأن التخفيض المشار إليه آنفاً يعني زيادة حرارة الأرض بمقدار 3 درجات عند ختام القرن 21. ويطرح التقرير خيارات لتسريع التخفيض في انبعاث غازات التلّوث، تشمل تحسين كفاءة الطاقة مع التركيز على الصناعة والمباني والنقل، والتوسّع في استخدام تقنيّات الطاقة المتجدّدة، وإعطاء أولوية للغابات والزراعة والنفايات. ويخلص التقرير إلى القول بوجود إمكانٍ نظريّاً لتقليل تآكل الغابات واستعادتها بطرُقُ تؤدّي إلى التخلّص من تسعة بلايين طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأميركا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي سويّة. ويشير التقرير إلى أن فقدان الغابات وصل إلى 7.6 مليون هكتار سنوياً في الفترة بين 2010 و2015. ويبدو أن مبادرة تخفيض الانبعاثات الناجمة من إزالة الأحراش وتدهور الغابات لم تحقّق كامل أهدافها. ومن الواضح أن تقرير «الهيئة الحكوميّة الدوليّة المعنية بتغيّر المناخ»، يرى أن الجهود المبذولة حاضراً لتخفيض انبعاث غازات التلوّث، وتلك التي تتعهد الدول بها عبر اتفاق المناخ الذي يتوقّع أن يبدأ تنفيذه في 2020، لا تكفي للجم الزيادة في حرارة الأرض عند مستوى درجتين المئويتين عند الوصول إلى العام 2100.