في شأن متّصل بالبيئة وهمومها الكثيرة، صدر عن «البرنامج الدولي لمجابهة إزالة الغابات وتدهورها»، تقرير تناول دور الغابات في خفض إنبعاث غازات التلوّث. وقدّم التقرير صورة متفائلة عن تجربة إندونيسيا في منطقة «كاليمنتان» تهدف إلى إعادة تأهيل الأقسام المتدهورة في الغابات، وحماية المناطق البكر فيها، وعدم التوسّع في زراعة المحاصيل الموسمية في تلك المناطق. وتقدّم النروج تمويلاً لهذه التجربة التي تحاول إقناع المزارعين أيضاً بجدوى زراعة المحاصيل في مناطق اخرى، بعد تأهيل تربتها واستصلاحها. وتسعى أندونيسيا إلى زيادة دخلها القومي ب7 في المئة بحلول عام 2014، وخفض البطالة بما يتراوح بين 5 و6 في المئة، وخفض انبعاث الغازات المتّصلة بالإحتباس الحراري من 26 في المئة إلى 41 في المئة، بحلول عام 2020. وأشار التقرير المذكور إلى سعي بعض الدول لمحاكاة هذه التجربة الإندونيسية، خصوصاً جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تضمّ أراضيها نصف غابات أفريقيا، مع ما تحتويه من تنوّع حيوي وبيئي ضخم. وأورد التقرير أيضاً أن الأممالمتحدة باشرت تنفيذ برنامج متخصّص في الحدّ من إزالة الغابات وتدهورها في الدول النامية، منذ 2008. وينفّذ البرنامج بالتعاون بين «منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة» («فاو»)، و«برنامج الأممالمتحدة للتنمية» و «برنامج الأممالمتحدة للبيئة»، إضافة الى مشاركة 14 دولة نامية. وبينما تقرع أجراس إنذار كثيرة، مترافقة مع مبادرات وتقارير وخُطَب سياسية، عن ضرورة خفض إنبعاث غازات التلوّث المرتبة بظاهرة الإحتباس الحراري، تشير أرقام الأممالمتحدة إلى واقع كوارثي في هذا الشأن. إذ تحدّث تقرير أصدره أخيراً «برنامج الأممالمتحدة للبيئة» بعنوان «عبور فجوة الانبعاثات»، عن ضرورة ألا يزيد إجمالي هذه الغازات عن 44 طناً مُكافئاً من ثاني أوكسيد الكربون، كي تكون هناك فرصة لتقليل هذه الإنبعاثات في 2050 إلى المستوى الذي كانت عليه 2005، وكي لا يزيد الإرتفاع في حرارة الأرض عن درجتين مئويتين حتى 2020. كما نبّه التقرير عينه إلى أن استمرار انبعاث غازات التلوث في حجمها الحاضر، يؤدي إلى زيادة حرارة الأرض ب3.5 درجة مئوية أو أكثر مع نهاية القرن. هل يشهد التاريخ على سلبية البشر ولامبالاتهم حيال اضطرابات المناخ وتقلّباته وكوارثه، أم تتحرك الشعوب بنفسها كي تنقذ، هذه المرّة، الحياة على الأرض؟