تمثّل تغيّرات المناخ خطراً يؤرق الحياة على كوكبنا. ولا يزال التحرّك الدولي بشأنه متباطئاً، بالمقارنة بسرعة التغيّرات وجبروتها. وقبيل انعقاد «مؤتمر الأممالمتحدة الثامن عشر للتغيّر المناخي» في الدوحة (كوب 18) في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، صدر تقرير «فجوة الانبعاثات 2012» Emissions Gap Report 2012 عن «برنامج الأممالمتحدة للبيئة» بالتنسيق مع «الوكالة الأوروبية للمناخ» European Environment Agency. وأوضح التقرير أن مستويات انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بظاهرتي التلوّث والاحتباس الحراري، فاقت بقرابة 14 في المئة المستويات التي يفترض أن تصله عام 2010! وارتفع مستوى هذه الانبعاثات بقرابة 20 المئة عما كانته عام 2000. وجاء في التقرير أنه ما لم تتخذ إجراءات سريعة فإن درجة الحرارة سترتفع إلى ما بين 3 إلى 5 درجات مئوية خلال هذا القرن. وبيّن التقرير أنه حتى إذا طبقت الالتزامات الأشد طموحاً في الدول كلها وطبقاً لأشد القواعد صرامة، تظل هناك فجوة تبلغ 8 غيغاطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون حتى عام 2020. وإذا لم تتخذ الدول إجراءات سريعة، تصل الانبعاثات إلى 58 غيغاطن في غضون ثماني سنوات. ولفت إلى أن تقارير مشابهة سبق أن طالبت بإبقاء هذه الانبعاثات عند مستوى 44 غيغاطن، عند الوصول إلى العام 2020. وفي المقابل، أعطى التقرير بارقة أمل بالإشارة إلى إمكان الإبقاء على متوسط ارتفاع درجة الحرارة عالمياً، بأقل من درجتين مئويتين إذا ما تسارع الانتقال إلى اقتصاد أخضر شامل ومنخفض الكربون، وأوقِفت إزالة الغابات، إضافة إلى تطوير النقل، وزيادة الاستثمار في الطاقات الجديدة والمتجددة، وزيادة كفاءة استهلاك الطاقة.