أعلنت الاممالمتحدة ان قافلة مساعدات إنسانية جمعتها منظمات عدة تابعة للأمم المتحدة، عبرت الخميس النقطة الحدودية التركية السورية في نصيبين في اتجاه مدينة القامشلي في شمال شرق سورية، وذلك لأول مرة منذ بدء النزاع في سورية عام 2011. وتنقل هذه القافلة مواد غذائية واغطية وفرش واسعافات طبية وادوية ومعدات طبية قدمها برنامج الاغذية العالمي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الهجرة الدولية، كما اوضحت الاممالمتحدة في بيان. واوضحت المنظمة الدولية ان قافلة المساعدات الانسانية هذه هي الاولى التي تنقلها الاممالمتحدة برا انطلاقا من تركيا الى سورية منذ بداية النزاع الدامي الذي بدأ في سورية في 15 اذار (مارس) 2011. وأكد مسؤول تركي أن حكومته وافقت على مغادرة هذه القافلة المؤلفة من 82 سيارة وشاحنة. وأصبح دخول القافلة ممكنا بعدما دعا مجلس الامن الدولي بالإجماع الشهر الماضي السلطات السورية وقوات المعارضة الى السماح بالوصول الفوري للإمدادات الإنسانية عبر خطوط المواجهة والحدود من خلال أقصر الطرق المباشرة. ووافقت سورية الأسبوع الماضي على فتح معبر حدودي، وقالت مصادر إن تركيا اعطت أيضا الضوء الأخضر لعبور المساعدات. وقال مسؤول إغاثة كبير ل"رويترز" إن "هذه خطوة مهمة لأنها المرة الأولى التي ستعبر فيها قافلة للأمم المتحدة من تركيا إلى سورية منذ بداية الصراع" وأضاف المسؤول أن منظمات غير حكومية تستخدم بالفعل معبر نصيبين الحدودي التركي القريب من مدينة القامشلي الكردية داخل سورية "لسنوات" لنقل شحنات مساعدات أقل حجما. وأضاف المسؤول "بوضوح نريد وصولا أكثر". مأزق تركي وقال مسؤولون إن إرسال مساعدات الأممالمتحدة من المتوقع أن يتم قريبا ولكنهم رفضوا إعطاء إطار زمني محدد. وقال مسؤول تركي: "ستكون هناك منظمات تابعة للأمم المتحدة مثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة وربما منظمة أخرى أو منظمتان". ويمثل عرض سورية السماح بدخول المساعدات إلى القامشلي معضلة لتركيا لأنها ستفتح الحدود في منطقة سورية خاضعة إلى حد كبير لسيطرة مقاتلين على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا منذ ثلاثة عقود في تركيا. ولا يوفر العرض أيضا إمكانية الوصول المباشر إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غرب سورية الذي دمر معظمه بشدة في الحرب الأهلية وتقع أيضا إلى الغرب في محافظتي حلب وإدلب. وقال مسؤول الإغاثة الغربي إن هناك مخاوف من أن تصل المساعدات إلى المناطق الكردية فقط في شمال شرق سورية. وأضاف المسؤول: "إذا مررت من هذا المعبر الحدودي فلن تكون قادرا على الوصول إلى الأشخاص الأكثر حاجة إلى هذه المساعدات وهذا ليس حلا". وقال إن دمشق اشترطت أن يوزع شركاء الحكومة السورية هذه المساعدات بما في ذلك الهلال الأحمر العربي السوري. وأضاف أن المساعدات من غير المرجح أن تعبر خطوط الجبهة إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وأوضح المسؤول الغربي: "ربما تحتفل الأممالمتحدة بهذا على انه إنجاز كبير. السؤال هنا ماذا سيحدث بعد ذلك". واشتكت جمعيات خيرية مثل هيئة إنقاذ الطفولة من أن قرار مجلس الأمن الصادر في 22 شباط (فبراير) لم يخفف المعاناة في سورية وتقول إن اطراف الصراع لا تفي بالالتزامات الواردة في نص القرار.