دشن عدد من الشباب المصريين حملات عدة لمكافحة ظاهرة التحرش الجنسي التي اتسع نطاقها في السنوات الأخيرة، بهدف التوعية لمخاطر تلك الظاهرة وآثارها الإجتماعية. وتعتبر «إسترجل» من أبرز هذه الحملات، وأثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الإجتماعي منذ إنطلاقها في مطلع العام الحالي. إلا أن الحدث الأبرز والمستجد في تطوّر الحملات، هو الأسلوب الجديد الذي اعتمدته حركة «بصمة»، باستخدامها أسلوب القصص المصورة ضمن حملة توعوية تحت شعار «هتعمل إيه». وانطلقت الحملة في منتصف تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، ولاقت تفاعلاً كبيراً على موقعي «فايسبوك» و«تويتر». وأعلنت «بصمة» في بيان أن الهدف منها «لفت أنظار مستخدمي مترو الأنفاق وأفراد الأمن إلى تأثير ظاهرة التحرش الجنسي على المجتمع بأكمله، ليس فقط على الفتاة أو السيدة التي يتم التحرش بها، وذلك من طريق القصص المصورة والصور الكبيرة التي يتم عرضها على اللوحات الإعلانية في عدد من المحطات لسهولة توصيل الفكرة». وكانت الفكرة الأولى للمجموعة هي توزيع كتيبات وشرائط تتسم بطابع فكاهي، وذلك في محطات المترو أو في الجامعات، إلا أن الإجرات القانونية عرقلتها، ما جعل الفريق يغير الفكرة إلى إستخدام البوسترات الفكاهية بدلاً من الطرق التقليدية. يذكر أن مصر تحتل المرتبة الثانية عالمياً في إرتفاع نسبة التحرش الجنسي بالفتيات بعد أفغانستان. كما أنه طبقا لما أصدره المجلس القومي للمرأة، فإن ما يقرب من83 في المئة من سيدات مصر تعرضن للتحرش، 72 في المئة منهن محجبات، لم يمنع حجابهن وملابسهن المحتشمة المتحرش من التعرض لهن. كما أن75 في المئة ممن تعرضن للتحرش لم يجدن من ينقذهن، حتى أن أحد رواد المترو كتب عبارة «خلوها تلبس محترم وما حدش هيتحرش بيها» بجوار البوستر . وتوضح مديرة المشروعات في مؤسسة بصمة للتنمية نهلة سليمان أنه «عقب قيام فريق العمل بالحركة بعقد جلسات، والاطلاع على عدد من الإحصائيات، ولقاء عدد من الفتيات اللواتي تعرضن لحوادث تحرش، اتضح أن غالبية الحوادث تحدث في وسائل مواصلات، ما جعل سيناريو القصص يدور حولها». يذكر أن مؤسسة «بصمة» للتنمية تأسست عام 2012 في محاولة للتصدي للمشكلات التي تؤرق المجتمع، بخاصة التحرش الجنسي. وتخطط الحملة إلى التوسع في نشاطاتها لتشمل المحطات الرئيسية الأخرى في القاهرة، ومتابعة تشغيل الإعلانات المكافحة للتحرش حتى نهاية شباط (فبراير) 2016.