أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده «ليست طرفاً» في بيان لجنة المتابعة الذي يدعم المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبراً أن أمراً كهذا «ليس من مهمات» العرب. لكنه قال ل «الحياة» إن سحب المبادرة العربية للسلام «لم يطرح» في القمة. وأوضح أن «الدعوة إلى الاجتماع وجهت على أساس أن نستمع إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة ومن المفترض أن لا نناقش جدول أعمال القمة». وأضاف: «أوضحت لأعضاء اللجنة أن سورية لاتزال على موقفها منذ اجتماع لجنة المبادرة في الثالث من آذار (مارس) الماضي، من أنه ليس من مهمات اللجنة إعطاء تفويض لأحد بالاستمرار أو عدم الاستمرار في محادثات سلام، وأن مهمتها تقتصر على تسويق مبادرة السلام. لذلك سورية ليست طرفاً في أي بيان يصدر عن الاجتماع». وتابع أن دمشق «تعتبر أن المفاوضات غير المباشرة على المسار الفلسطيني، هي موضوع فلسطيني تتحمل مسؤوليته السلطة»، مشيراً إلى أنه أكد أن «الممارسات الإسرائيلية بعد صدور بيان لجنة المبادرة في القاهرة، وسياسة الاستيطان وتهويد القدس لاتترك فرصة أمام استئناف المفاوضات». ورأى أن موقف سورية «يبتت صحته بعد قرار (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو بناء 1600 وحدة استيطانية». وسألته «الحياة» عن قول الجانب الفلسطيني بوجود «ضمانات»، فأجاب : «هذا قرار فلسطيني وهم أدرى بما لديهم»، لافتاً إلى أن «التلويح بسحب مبادرة السلام» لم يطرح خلال أعمال القمة العربية في سرت. وأشار البيان الصادر عن لجنة المتابعة الذي اطلعت «الحياة» عليه إلى أنه عندما وافقت اللجنة على «إعطاء فرصة للمحادثات الفلسطينية كمحاولة أخيرة لإحراز تقدم في مسار السلام وتسهيلاً للجهود الأميركية، جاء ذلك بناء على تأكيدات الولاياتالمتحدة للرئيس الفلسطيني، ثم جاء رد إسرائيل المغرق في السلبية بممارسات تتعارض في شكل كامل مع التزاماتها، بإعلان بناء وحدات استيطانية جدية في القدسالشرقية وبقية الأراضي الفلسطينية». وبعدما اكد البيان رفض هذه الممارسات، قال إنه «في حال عدم وقف الإجراءات الإسرائيلية وضمان عدم تنفيذها أو تكرارها، يصبح الحديث عن المفاوضات غير المباشرة أو المباشرة غير ذي موضوع مع تأكيد الربط بين هذين الأمرين». وبعدما جدد البيان «التمسك القاطع» بالقدس عاصمة لدولة فلسطين وأنها «جزء لايتجزأ» من الأراضي الفلسطينية، طلب عقد اجتماع للجنة المبادرة «فور» ورود نتائج الجهود الأميركية «المتوقع خلال فترة قصيرة»، للبحث في الخطوات التي ستتخذ في حال استمرت إسرائيل في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية أو «تعنتها ومماطلتها إزاء جهود السلام»، ورفعها إلى مجلس الجامعة. من جهته، أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن السلام خيار استراتيجي للعرب وأنه «لن يغير أحد أسلوبنا في التعامل مع مستقبلنا». ونقلت عنه وكالة «فرانس برس» قوله للصحافيين أمام قاعة مؤتمر القمة: «خيار السلام خيار استراتيجي يتعلق بالقمة العربية ولن يغير أحد أسلوبنا في التعامل مع مستقبلنا... السلام هو طريقنا، وكل العالم يدعونا إلى التمسك بمبادرة السلام العريية، ونحن قبل أن يطالبنا العالم متمسكون بها».