علمت «الحياة» من مصادر موثوق بها أن تحالفاً عشائرياً واسعاً يجري إعداده له لتشكيل قوة أمنية تمسك الأرض في الأنبار، بعد تحريرها من «داعش». ولقي هذا التوجه دعم رئيس لجنة الدفاع في الكونغرس الأميركي جون ماكين الذي وصل أمس إلى بغداد، ودعا إلى «منح السنة دوراً في الملف الأمني». إلى ذلك، أعلنت قوات الامن تحقيق تقدم عسكري في جبهة الرمادي، وسط محاولات «داعش» الانسحاب إلى الفلوجة عبر المحور الشرقي. وقال كامل المحمدي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار في اتصال مع «الحياة» من عمان ان «حواراً يجري بين كبار زعماء العشائر لتشكيل تحالف واسع، من دون استثناء أحد، وتأسيس قوة تمسك المدن المحررة من داعش، وتحول دون وقوع صراعات». وأضاف ان «التحالف الذي يجري الإعداد له وجه دعوة الى مجلس عشائر الأنبار المتصدي للإرهاب لمناقشة الأوضاع، خصوصاً أن هذا المجلس يقتصر على عدد محدود من العشائر ويريد احتكار النفوذ في المحافظة ويستعين بجهات في الحكومة لتقوية هذا النفوذ». وأشار إلى أن «التحالف يضم خيرة قادة عشائر الأنبار من الدليم والبو محل والبو نمر والبو عيسى ممن كان لهم دور بارز في انجاح مشروع قوات الصحوة عام 2006 وانتصاره على تنظيم القاعدة في حينها»، ولفت الى ان «التحالف الجديد يرفض عودة سيناريو الصحوة ويعول على تشكيل الحرس الوطني لضمان حقوق مقاتليه». ولم ينف المحمدي وجود مشاكل كبيرة تواجه التحالف الجديد بسبب انقسام العشائر، واختلاف مواقفها بين مؤيد ومعارض للحكومة، ومرحب ورافض للدور الأميركي، ولكنه اوضح ان «أطرافاً عربية (لم يسمها) ترعى الحوار لحل هذه المشاكل». من جهة أخرى، بحث ماكين مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري خلال لقاءين في المعارك الدائرة ضد «داعش»، ودعا الى «منح سكان المناطق المحتلة دوراً أكبر في مسك الأرض». وجاء في بيان لمكتب العبادي انهما بحثا «في تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وفي الحرب على عصابات «داعش» والانتصارات المتحققة في مختلف القطعات إضافة الى تدريب وتسليح وزيادة القدرة القتالية للقوات المسلحة». وأعرب ماكين عن «دعم الكونغرس العراق في حربه على الإرهاب لتحرير كامل اراضيه اضافة الى دعم إصلاحات العبادي». وأوضح بيان صدر عن رئيس البرلمان ان الجبوري دعا خلال لقائه ماكين الى «ضرورة زيادة الدعم العسكري المقدم للقوات العراقية وأبناء العشائر في المعارك الجارية ضد عصابات داعش»، وشدد على ضرورة «توخي الدقة في عمليات القصف التي يقوم بها التحالف الدولي». وطالب الجبوري الولاياتالمتحدة «بضرورة ان يرافق العمليات العسكرية جهد إنساني يتمثل في تقديم المساعدات للنازحين، بالتنسيق مع منظمات المجتمع الدولي إضافة الى تفعيل ملف المصالحة الوطنية». ونقل البيان عن ماكين قوله ان «هزيمة داعش تستدعي زيادة عدد المستشارين الأمنيين لدى العراق»، وشدد على ضرورة «منح دور اكبر لأبناء المناطق لمسك الأرض بعد تحريرها». ومعروف عن ماكين قربه من العشائر السنية وتأييده تسليحهم ومنحهم دورًا اكبر في الحرب، وكان التقى في 26 كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي شيوخ عشائر، ووعد بتسليحهم. ميدانياً حاول العشرات من عناصر «داعش» الانسحاب من الرمادي نحو الفلوجة بعد اطباق الحصار عليهم في الرمادي، وحدثت اشتباكات عنيفة في المحور الشرقي أدت إلى قتل وإصابة عدد من عناصر التنظيم. وقال سلمان الفهداوي، وهو أحد قادة مقاتلي العشائر في الرمادي ل «الحياة» ان «العشرات من عناصر «داعش» حاولوا التسلل عبر المنفذ الشرقي في محاولة هروب نحو الفلوجة بعد اطباق الحصار عليهم من الجانبين الغربي والشمالي».