أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال استقباله وفداً من عشائر الجغايفة في حديثة في محافظة الأنبار أن «الانتصار على الإرهاب أصبح مؤكداً»، فيما اتهم رئيس مجلس شيوخ عشائر الأنبار الشيخ نعيم الكعود الحكومة بتعميق الانقسام الحاصل بين تيارات الأنبار من خلال دعمها جهة دون أخرى. وجاء في بيان لمكتب العبادي أنه «استقبل وفداً من عشائر الجغايفة... وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع الأمنية في حديثة وصمودها بوجه العصابات الإرهابية بالإضافة إلى احتياجاتها الخدمية والإنسانية». وقال إن «التحدي كبير لكن الانتصار أصبح مؤكداً على الإرهاب»، وشدد على ضرورة إيصال المواد المحددة في «البطاقة التموينية»، مشيراً إلى أن «هناك من يحاول زج العراق بصراعات طائفية، لكن العراقيين بجميع طوائفهم يبذلون الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن بلدهم». وأكد عواد الجغايفي أحد شيوخ عشائر الجغايفة الذين التقوا العبادي «حصولهم على وعود من رئيس الوزراء بالتأمين الفوري للمواد الغذائية واحتياجات الناحية وكذلك حصلنا على وعود بنقل الحالات المرضية الطارئة عن طريق الطيران». وكشف ل «الحياة» أن «العبادي تعهد شن عملية عسكرية قريباً لتحرير قضاء هيت وفتح الطريق الرابط بين القضاء ومركز محافظة الأنبار والذي من شأنه تخفيف معاناة سكان حديثة». وأشار إلى «حصولهم على موافقة حكومية على زيادة أعداد المتطوعين في الحشد الشعبي من أبناء حديثة إلى 1200 عنصر بعدما كانوا 800 عنصر». وعن تسليح هذه العناصر، قال إن «الحكومة لديها تخوّف من مسألة التسليح بسبب ما حصل من أخطاء ووصول السلاح إلى أياد غير أمينة، إلا أن ذلك التخوّف غير مبرر في حديثة التي بقيت صامدة وتقاتل عناصر التنظيم». ولفت إلى أن «ما حصلنا عليه من الحكومة هو ضمان تجهيز هؤلاء المتطوعين بعد تشكيل الحرس الوطني». كما استقبل نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي وفداً آخر من محافظة الأنبار برئاسة رئيس مجلس شيوخ عشائرها نعيم الكعود الذي قال إن «اللقاء تناول الأزمة الأمنية والإنسانية التي تمر بها محافظة الأنبار خصوصاً المناطق المحاصرة كناحية البغدادي وقضاء حديثة»، وأضاف أن «علاوي وعدنا بالتدخل من خلال التنسيق مع وزارة التجارة بإيصال الغذاء إلى أهالي الأنبار وبخاصة حديثة والبغدادي، فضلاً عن التنسيق مع وزارة النفط لضرورة إيصال المشتقات النفطية، والتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع من أجل دعم القوات الأمنية ومقاتلي العشائر لمواصلة قتالهم ضد تنظيم داعش وتحرير مناطق المحافظة». وأضاف الشيخ الكعود، في تصريح إلى «الحياة»: «لا توجد الآن عمليات تُذكر في الأنبار لأننا حصلنا على وعود بانطلاق العمليات في المحافظة بعد تأمين صلاح الدين»، في إشارة إلى المعارك الجارية حالياً في تكريت مركز محافظة صلاح الدين. وعن دور التحالف الدولي، قال إنه «يقتصر على الضربات الجوية، وهي ليست بالمستوى المطلوب، إلا أننا لا نريد أن نعتبر ذلك يعني عدم جدية من التحالف لأنهم بالتأكيد يتحركون وفق معلومات استخبارية». وانتقد «تباطؤ الحكومة في عملية تسليح العشائر والحشد الشعبي في الأنبار». وأشار إلى أن «من سُلّح من الحشد الشعبي هم فقط الذين يعملون مع هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر». وعما تطرحه الحكومة من مخاوف في شأن تسليح عشائر الأنبار، قال الكعود: «هذه مخاوف غير مبررة لأنها هي من سلّحت أناساً غير جديرين بالثقة». وزاد: «لماذا لا تخشى من تسليح الجيش، فهو أيضاً تخلى عن سلاحه؟» خلال هجوم «داعش» في صيف العام الماضي. واتهم «الحكومة بتعميق الانقسام الموجود في المحافظة من خلال تقريب أطراف ليس لها علاقة بما يجري من أحداث على أرض المحافظة ويسكنون في فنادق خارج البلاد على حساب أطراف أخرى». ميدانياً، أكد قائد عمليات الأنبار اللواء قاسم المحمدي قتل 30 من عناصر «داعش» في مناطق متفرقة من المحافظة. ونقل المركز الخبري شبه الرسمي عن المحمدي «أن طيران الجيش وطبقاً لمعلومات استخبارية دقيقة، قصف أوكاراً لتنظيم داعش في منطقة البو علي شمال شرقي الرمادي، وأسفر القصف عن قتل 20 إرهابياً». وأوضح أن «عمليات الأنبار تمكنت خلال القصف المدفعي من تدمير معمل للتفخيخ في داخله عشرة إرهابيين في منطقة البو شجل غرب الرمادي». وأعلن قائد صحوة غرب الرمادي الشيخ عاشور الحمادي مقتل سبعة من عناصر «داعش» بينهم قياديان بقصف جوي للتحالف الدولي بناحية الفرات غرب الرمادي، وقال الحمادي إن «طيران التحالف الدولي استهدف تجمعاً لمقرات داعش في قرية زوية بناحية الفرات يضم عشرات الإرهابيين بينهم قيادان في المنطقة هما حيدر محمد عودة وحميد محمد عودة»، مشيراً إلى أن «القصف قتل سبعة إرهابيين بينهم القياديان الشقيقان». وأضاف أن «عدداً من عناصر داعش أصيبوا إصابات مباشرة ونقلوا إلى مستشفى ميداني يسيطر عليه التنظيم قرب الناحية». وأكدت مصادر في مجلس محافظة الأنبار اتخاذ عناصر «داعش» من جامعة المحافظة مستشفى لمعالجة جرحاه.