«المتحدث» أو «المفتاح الانتخابي» ورقة المرشحين الرابحة في الانتخابات البلدية في نسختها الثالثة، فبعد إعلان اللجنة العامة للانتخابات البلدية أنه يحق للمرشح اختيار أحد الناخبين متحدثاً رسمياً باسمه، بدأ آلاف المرشحين رحلة البحث عن المتحدث المناسب له، والذي يعتبرونه «عصا موسى»، التي ستقلب موازين القوة لمصلحته، وتمكنه من الظفر بمقعد في المجلس البلدي، والذي سيكون «واجهة المرشح» أمام الناخبين. وحاول كثير منهم استنساخ التجربة الكويتية من خلال الاستعانة ب«المفتاح الانتخابي»، والذي يلعب دوراً أساسياً في الحملات الانتخابية. ومع إعلان اللجنة صلاحيات المتحدث باسم المرشح، وأنه يتوجب عليه أن يقوم بتسجيل اسمه في اللجنة المحلية قبيل موعد بدء إطلاق الحملة الدعائية للمرشح، وسيكون له الحق مثل المرشح تماماً في أن يتحدث مع الوسائل الإعلامية والإعلانية المحلية والتواصل معها وفقاً للتعليمات، بدأت رحلات البحث المكوكية بين المرشحين والمرشحات؛ لاختيار المتحدث الأفضل لتمثيلهم أمام الناخبين؛ وليتولى المهام الصعبة والتي تتطلب مهارات وقدرات خاصة، وأحياناً تكون «نادرة»؛ لأنه سيكون في مواجهة الناخبين ووسائل الإعلام، وسيعمل على إبراز صورة المرشح الإيجابية، ويتفادى التطرق إلى سلبياته، وربما تحويلها إلى إيجابيات. ولجأ مرشحون خلال الفترة الماضية إلى جميع الوسائل الدعائية الحديثة والقديمة، وهي وسائل متعارف عليها في البلدان التي تشهد انتخابات. إلا أن تجربة «المتحدث» أو «المفتاح الانتخابي» قد تكون تجربة جديدة في الانتخابات البلدية، وبخاصة مع دخول المرأة في غمار النسخة الحالية من الانتخابات. ويجب أن تتوافر في المتحدث جميع الصفات التي تخدم مرشحه، إذ يجب عليه أن يكون ملماً بشكل كامل في البرنامج الانتخابي للمرشح، ويملك قدرة كبيرة من الإقناع، و«كاريزما» خاصة؛ حتى يستطيع الوصول إلى الناخبين والحديث معهم. كما يجب أن يكون ديبلوماسياً في حديثه مع الناخبين. وهو ما عمل عليه مرشحون خلال رحلة البحث عن الجندي المجهول، والذي سيتحمل أعباء كثيرة، وقد يعمل على مدار الساعة في تنظيم لقاءات المرشح مع الناخبين وندواته وشرح برنامجه الانتخابي، إضافة إلى محاولة استقطاب الناخبين للتصويت لمرشحه. ورصدت «الحياة» أخيراً مرشحين، لم يسبق لهم خوض الانتخابات البلدية، يواجهون صعوبة في البحث عن المتحدث الانتخابي المناسب، والتي عادة ما تتوجه أنظارهم إلى الإعلاميين أو من لديهم خبرة في مجال التسويق والدعاية، إذ أشاروا إلى أن المرشح الجديد يواجه صعوبة في تعريف الناخبين بنفسه وبقدرته على تمثيلهم في المجلس البلدي، وهو ما يدفعهم إلى الاستعانة بذوي الخبرات من المؤسسات الصحافية أو من شركات الدعاية والإعلان، وعزوا السبب في ذلك إلى أن «الإعلامي يملك شبكة علاقات واسعة»، إضافة إلى أنه يملك «معلومات واسعة، ويستطيع التحدث أمام الناخبين بشكل احترافي، والإجابة عن أسئلتهم المختلفة». كما أن الأجر المادي الذي يطلبه سيكون «أقل كلفة من شركات العلاقات العامة والدعاية، والتي قد تطلب مبالغ مالية ضخمة، تُثقل موازنات المرشحين». إلا أن مهمة المتحدث خلال النسخة الحالية من الانتخابات قد تختلف؛ بسبب التقنيات الحديثة التي قد يستفيد منها المتحدث في عمله، والتي تمكنه من تحديد مواعيد للقاءات وندوات المرشح إلكترونياً، وعرض برنامجه الانتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي باتت خيار المرشحين الأول. فيما حرص مرشحون في بعض الدوائر الانتخابية، على أن يكون المتحدث باسمه من أفراد أسرته، أو صديق مقرب منه، لضمان ولائه التام له وتقليل الموازنة، إضافة إلى معرفته بنقاط قوته وضعفه، وهو ما تتيح للمتحدث التحرك بكل أريحية.