شارك حوالى 50 الف شخص في دياربكر جنوب شرقي تركيا امس، في تشييع رئيس نقابة المحامين في المدينة طاهر ألتشي الذي قُتل في ظروف غامضة خلال تبادل لإطلاق لنار بين الشرطة ومسلحين. وحمل زملاء لألتشي كانوا يرتدون ملابسهم الرسمية، بينهم نقيب المحامين الأتراك متين فايز أوغلو، نعش الراحل الملفوف بالعلم الكردي، وسط حشود تجمّعت وراء لافتة ضخمة كُتب عليها «لن ننساك». وهتف المشيّعون باللغة الكردية «الشهداء لا يموتون، طاهر ألتشي خالد». ألتشي المعروف بدفاعه عن القضية الكردية، قُتل بالرصاص السبت، بعدما أنهى مؤتمراً صحافياً. وأطلق مسلحون النار على شرطيين كانوا قرب المحامي، ما دفع قوات الأمن الى الرد وسط بلبلة كبيرة، فأُصيب التشي برصاصة في رأسه. وليس معروفاً هل كان هو المستهدف، أم أنه ضحية رصاصة طائشة. لكن أنصار ألتشي تحدثوا عن عملية «اغتيال»، فيما رفض رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو هذه الفرضية. ووجّهت محكمة في اسطنبول الى ألتشي الشهر الماضي تهمة «التحريض على الإرهاب عبر الصحافة»، بعدما اعتبر ان «حزب العمال الكردستاني» المحظور ليس «تنظيماً ارهابياً». واعتُقل في 20 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي في مكتبه في دياربكر، قبل اطلاقه مع مراقبة قضائية. وأفادت بيانات النيابة العامة بأنه كان يواجه عقوبة السجن بين سنة ونصف السنة وسبع سنوات. في غضون ذلك، دعا القيادي في «الكردستاني» جميل بايك الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة الى اطلاق مبادرة سلام لإنهاء «الحرب الاهلية» في تركيا، في اشارة الى الاشتباكات بين مسلحي الحزب وقوات الأمن منذ تموز (يوليو) الماضي، والتي أوقعت مئات القتلى، منهية مفاوضات سلام بين أنقرة وزعيم «الكردستاني» المسجون عبدالله أوجلان. وقال بايك لصحيفة «بيلد» الالمانية: «لم نعدْ نريد ان نتقاتل، نريد حلولاً سياسية، ولذلك نحتاج الى عنصر يساعد في صنع السلام، طرف ثالث. نطلب من الولاياتالمتحدة او ألمانيا، كونها عضواً في الاتحاد الاوروبي، أداء هذا الدور». وأضاف: «دبابات ومدفعية ومروحيات تُنشر في جنوبتركيا ضد الشعب المدني الكردي، إنه أسوأ وضع نشهده منذ عقود. تقول الحكومة التركية إن هذه الحرب ستستمر الى حين القضاء على جميع المقاتلين الاكراد، او استسلامهم، ولذلك أقول إن الاكراد في حرب اهلية مجدداً مع تركيا». واعتبر أن «الأوان آن لشطب» اسم «الكردستاني» عن اللائحة الأميركية والأوروبية للتنظيمات الارهابية، بسبب دور الاكراد في مكافحة تنظيم «داعش» في العراق وسورية.