اتفق وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية في ختام اجتماعهم مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليل أول من أمس، على اصدار بيان يستند الى اتفاق المندوبين العرب في اجتماعهم بالقاهرة في العاشر من الشهر الجاري على «ربط استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل بوقف الاستيطان في القدسالشرقية»، وذلك فقاً لمسؤول عربي تحدث إلى «الحياة». وكان الاجتماع بدأ بخطاب لرئيس لجنة المبادرة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم عشية بدء أعمال القمة العربية في حضور الأمين العام للجامعة عمرو موسى ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات وبان. وقال الشيخ حمد إن «الممارسات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية دليل يؤكد رفض إسرائيل كل المحاولات الرامية لإحياء عملية السلام». وأضاف: «إننا في هذه اللجنة معنيون بالسلام لأنه هدف استراتيجي، لكن ما من خطوة اتخذتها الدول العربية في اتجاه هذا السلام، إلا وردت عليها إسرائيل بخطوة تدفع السلام للوراء». وتابع أن اللجنة وافقت في اجتماعها الأخير في القاهرة على بدء المحادثات غير المباشرة مع تحفظ سورية بسبب عدم صلاحية اللجنة اعطاء مثل هذا التفويض على رغم قناعتها التامة بأنها بلا جدوى «بسبب التعنت والممارسات الإسرائيلية العدوانية (...) وإذا كان هناك من أمل لدى أي من الوسطاء، سنسانده ونساعده بالقدر الذي يعين على السلام ولكن لن تكون هذه المساندة على حساب ضميرنا». وبعد انتهاء الخطاب، تحول الاجتماع الى جلسة مغلقة. وكشفت مصادر المجتمعين ل «الحياة» أن بان خاطب الوزراء العرب معرباً عن «الإحباط والغضب» بسبب استمرار اسرائيل في الاستيطان غير الشرعي وغير القانوني الذي «يجب وقفه»، ونتيجة اقدامها على «خطوات انفرادية» تمس مسائل الحل النهائي، لافتاً الى وجوب أن تكون القدس «عاصمة لدولتين». غير أن بان أشار الى أنه «ليس هناك بديل» من العودة الى طاولة المفاوضات باعتبارها «الطريق الوحيدة للوصول الى الهدف النهائي المتمثل بقيام دولتين». وأشار الى أن من «المصلحة اختبار أقوال (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو بالاستعداد لمناقشة كل القضايا». ودعا العرب إلى «دعم» المفاوضات غير المباشرة لتصبح مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ولدى خروج بان، دخل الوزراء العرب في مناقشات حادة شبيهة بما حصل في اجتماع لجنة المبادرة. وقالت المصادر إن الوزراء اتفقوا في الختام على اصدار بيان مستوحى من اجتماع المندوبين وتأكيد «وقف الإجراءات الاسرائيلية وقفاً كاملاً قبل أي حديث عن مفاوضات غير مباشرة أو مباشرة، والربط الكامل بين هذين الأمرين». واعتبر بناء مستوطنات في القدسالشرقية «قراراً اسرائيلياً واضحاً برفض جهود السلام وبعدم استعداد اسرائيل للدخول في اي محاولات جدية». كما جرى التوافق على وجوب تضمين البيان أن القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين ومتابعة الموضوع. غير أن المصادر أكدت أن الدول العربية لم تتفق حتى مساء امس على ما إذا كان البيان سيصدر باسم لجنة المتابعة أم القمة.