طالب المرجع الديني الأعلى آية علي السيستاني بتشكيل حكومة وطنية قادرة على إنهاء «خطر التقسيم»، كما طالب بعدم التمسك بالمناصب، ودعا الى ضبط النفس وترك الشحن الطائفي. وقال ممثل المرجع في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة امس إن «نجاح البرلمان في انتخاب هيئة رئاسته ورئاسة الجمهورية خلال مدة زمنية مقبولة خطوة جيدة ولا بد من اكمال ذلك بالخطوة الام وهي تشكيل الحكومة خلال المدة الدستورية». وشدد على «ضرورة ان تحظى الحكومة بقبول وطني واسع لتتمكن من تجاوز تحديات المرحلة ولمّ الصف الوطني ومكافحة الارهاب ودرء خطر التقسيم». وأضاف ان «حساسية المرحلة تحتم على جميع الاطراف التحلي بالروح الوطنية ونكران الذات وعدم التمسك بالمواقع والمناصب والتعاطي بمرونة مع وضع البلاد الداخلي والخارجي وتقديم مصلحة العراق على المصالح الشخصية والحزبية». واعتبر «تعاظم جرائم الارهاب في نينوى وغيرها من المدن وآخرها استهداف المسيحيين اعمالاً لا إنسانية ولا إسلامية ترتكبها عصابات ارهابية تدعي الاسلام». وأكد ممثل المرجعية أن «الظروف الحرجة في البلاد تتطلب اقصى درجات ضبط النفس وعدم الشحن الطائفي والقومي»، ودعا الاجهزة الامنية الى «اتخاذ اجراءات فاعلة لمنع الاعتداء على المواطنين بدوافع طائفية وعدم التسامح بذلك، واستثمار جهود المتطوعين وتوفير التدريب المطلوب لهم قبل زجهم بأي معار». وطالب: «العشائر السنّية والشيعية بلعب دور اكبر وتكثيف اللقاءات في ما بينها والعمل على نبذ العنف والطائفية وتوحيد الصف الوطني لتفويت الفرصة على الاعداء». وزاد: «نطالب الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بمساعدة العراق في مكافحة الارهاب والعمل في شكل سريع على اغاثة النازحين وتوثيق جرائم الاعتداء والانتهاكات التي ارتكبت ضد المواطنين العراقيين في مختلف المدن وتهديم دور العبادة والمراقد». وأكد الشيخ صدر الدين القبانجي، في خطبة الجمعة في النجف امس ضرورة ان يحظى مرشح التحالف الوطني لمنصب رئيس الوزراء ب «المقبولية الوطنية». وقال إن «خطوة انتخاب رئيسي الجمهورية والبرلمان مباركة، وبقيت خطوة واحدة مهمة هي خطوة انتخاب رئيس الوزراء»، وأكد: «ضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستورية». وأضاف أن «رئاسة الوزراء حصة الشيعة حصراً وهذا بتوافق وطني، فالتحالف الوطني هو الكتلة الأكبر في مجلس الوزراء ومن حقه أن يقدم مرشحه»، ولفت إلى أن «مرشح التحالف وبتوجيه من المرجعية الدينية يجب أن يتوافر فيه شرطان: الأول أن يكون منسجماً (مع التوجه العام) والثاني يجب أن يحظى بالمقبولية الوطنية الواسعة». وأشار الى أن «الوجه الحقيقي لداعش قد انكشف، وبات التنظيم لا يستثني أحداً ولكي يعرف الجميع ان هذا جسم غريب دخل إلى البلد وهدفه معروف»، واستنكر «عملية تهجير المسيحيين الذين هم أخوة لنا، وجزء مهم من هذا البلد». وشدد القبانجي على أن «المعركة قائمة وفتوى المرجعية ما فعالة وندعوا إلى ديمومة التطوع»، وأشار إلى أن «طلب الحكومة ضرورة التأكد من النازحين أمنياً هي خطوة جيدة، ولكننا نطالبها بالسماح لرؤساء العشائر ومن يرغب بإيواء النازحين». الى ذلك، تظاهر العشرات من اتباع الاحزاب والحركات الاسلامية الشيعية وسط بغداد لإحياء ذكرى يوم القدس العالمي، وهو تقليد دعا اليه مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الراحل اية الله الخميني في آخر جمعة من شهر رمضان. وجرت التظاهرات في ساحة الفردوس وسط العاصمة وانطلقت من مساحة الفانوس السحري من منطقة النضال، فيما قامت قوات الامن بإغلاق الطرق المؤدية الى مكان التظاهرة، واتخذت اجراءات امنية مشددة. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بسياسات اسرائيل وهجومها الأخير على غزة، وتم رفع الاعلام الفلسطينية الى جانب الاعلام الخاصة بالاحزاب والحركات الشيعية المشاركة في التظاهرات وأبرزها حركة «عصائب اهل الحق»، وحركة «حزب الله».