بين البقاء والهروب، الغصب والأمل، التفاؤل والتشاؤم، تباينت وجهات نظر مرشحات الانتخابات البلدية، بعضهن قرر الانسحاب في اليوم الأخير للفترة المحددة للانسحاب. والبعض الآخر بدأ بشكل جدي عملية الحصر للناخبين والناخبات في دائرتهن الانتخابية، تمهيداً لبدء مرحلة الترويج للحملات الانتخابية، والمقرر لها يوم الأحد المقبل، بالتزامن مع إعلان القوائم النهائية للمرشحين والمرشحات. وعلى رغم أن نظام الانتخابات البلدية منح المرشحين والمرشحات حق الانسحاب في المدة المحددة لذلك من دون إبداء أي سبب، إذ خلت النماذج المُعدة للانسحاب من الترشح من خانة الأسباب، إلا أن بعض المرشحات المنسحبات أرجعن قرارهن إلى «ضيق وقصر المدة المحددة لترويج لحملاتهن الانتخابية»، التي قدرها النظام في النسخة الثالثة من انتخابات المجالس البلدية ب12 يوماً فقط. وقالت مرشحة منسحبة من الانتخابات البلدية (تحتفظ «الحياة» باسمها): «إن سبب انسحابي من الترشح هو قصر المدة الزمنية، فمن الصعوبة بمكان أن يتم الترويج بشكل مقنع للفئات المستهدفة خلال هذه الفترة البسيطة». ورأت أن عملية الإقناع تحتاج إلى جلسات من النقاشات حول البرنامج الانتخابي، يسبقها ندوات وملتقيات لشرح البرنامج وأهدافه وأفكارها التطويرية، في ما يخص الخدمات المقدمة في أحياء التي تقع في دائرتها الانتخابية. وبعيداً عن «الوجاهة» و«البرستيج»، رأت منسحبة أخرى من السباق الانتخابي، أن «قصر المدة المحددة للحملات الانتخابية والشروط الموضوعة لتنفيذ هذه الحملات يشكلان عائقاً أمام المرشحات، خصوصاً في ما يتعلق بالوصول إلى جميع الفئات المستهدفة داخل الدائرة الانتخابية، التي يمكن أن تمنح المرشحة صوتها يوم الاقتراع». ونوهت إلى أن اقتناعها بصعوبة إيصال أفكارها وبرنامجها الانتخابي إلى الفئات كافة في الدائرة الانتخابية، دفعها إلى اتخاذ قرار الانسحاب «في آخر لحظة» على حد تعبيرها، وزادت: «عندما قررت ترشيح نفسي في الانتخابات البلدية، لم يكن دافعي الوجاهة والشهرة، كان لدي هدف محدد، وهو الارتقاء في الخدمات الموجودة في الحي الذي أسكنه. ولكن قصر فترة الترويج للحملات الانتخابية وبرنامجي جعلني أصرف النظر عن الترشح في هذه الدورة الانتخابية». واعتبرت مواقع التواصل الاجتماعي «النافذه الوحيدة» أمام المرشح للتواصل المباشر مع جميع الفئات المتسهدفة في دائرته الانتخابية. وأضافت: «التواصل مع الناخبين لا بد أن يكون وجهاً لوجه، بهدف النقاش وإبداء وجهات النظر، إذ إن الإقناع يكون أكثر فعالية عندما يكون وجهاً لوجه»، مضيفة أن «مواقع التواصل الاجتماعي لا تفي بهذا الغرض». وفي الوقت التى قررت فيه مرشحات الانسجاب من الترشيح في النسخة الانتخابية الثالثة، أبدت مرشحات أخريات خطوات جدية في مرحلة التهميدية، التي تسبق مرحلة الترويج الفعلي للحملات الانتخابية لهن. فمن خلال حصر المعارف داخل الدوائر الانتخابية اللاتي رشحن أنفسهن لها، تكثف مرشحات اتصالاتهن، بهدف جمع أكبر عدد من المعارف والأصدقاء للوصول إلى شرائح جديدة عن طريقهم، إضافة إلى البدء الفعلي بالتنظيم للملتقيات من خلال استئجار مقر للحملات الانتخابية، إضافة إلى طباعة البرامج الانتخابية وغيرها. بدوره، قال المتحدث باسم الانتخابات البلدية المهندس جديع القحطاني، في تصريح ل«الحياة»: «إن الفترة الزمنية المحددة للترويح عن الحملات الانتخابية، والمقدرة ب12 يوماً كافية، نظراً إلى حجم الدوائر اللانتخابية، وعدد الفئات المستهدفة في كل دائرة». وأضاف: «إن الانتخابات محلية ومحددة في الدوائر التي يوجد بها المرشحون، و12 يوماً كافية للترويج، خصوصاً أن المرشح يستهدف الموجودين في دائرته الانتخابية فقط». واستدرك القحطاني بالقول: «صحيح أن الفترة الزمنية قصيرة، ولكن البرنامج الزمني راعى جميع الظروف، خصوصاً أن فترة الدورة الثالثة للانتخابات البلدية صادفت عطلاً عدة، منها الأعياد، وموسم الحج وغيرها، ولكن بالنظر إلى حجم الدوائر الانتخابية، لا سيما أن الترويج للحملات الانتخابية محصور في دائرة المرشح؛ فإن مدة 12 يوماً كافية للوصول إلى جميع الفئات المستهدفة داخل دائرة المرشح».