استعادت «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للشرعية والمدعوم من قوات التحالف أمس، مواقع استراتيجية في الجبهة الغربية لمدينة تعز بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، وواصلت تقدمها في الجبهة الجنوبية باتجاه مدينة «الراهدة» بالتزامن مع غارات لطيران التحالف على مواقع الجماعة في تعز وإب والجوف ومأرب. وأفادت مصادر المقاومة بأنها أحرزت تقدماً في مديريتي «حبيش وفرع العدين» غربي إب وفي جبهات القتال في مناطق صرواح وماس ومجزر في غربي مأرب وشمالها الغربي. في هذا الوقت، أكّد مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ حرصه على عدم تكرار الأخطاء التي حدثت أثناء جلسة الحوار الأولى بين الأطراف اليمنية في جنيف. وقال ل «الحياة»: «نحن حريصون على التأكد من أن كل التوقعات واضحة لدى الأطراف جميعها»، و «هناك نقاط التقاء كبيرة بينها». وكان ولد الشيخ التقى أمس في الرياض نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح، وقال إنه يتشاور مع جميع الأطراف من أجل التحضير للحوار، مشيراً إلى أن هناك «تقدماً إيجابياً»، و «الأيام المقبلة ستشهد أخباراً أحسن مما سبقها». وأضاف ولد الشيخ أن تأخر الإعلان عن موعد جلسة الحوار يتعلق بالتحضيرات. ومن جانب الحكومة، أكد بحاح أن الرئيس عبدربه منصور هادي وأعضاء الحكومة «جاهزون ومستعدون للسلام بنوايا صادقة، وحريصون على إيقاف الحرب في أقرب وقت ممكن». ميدانياً، سيطرت المقاومة الشعبية والجيش أمس، على مناطق استعادتها من الميليشيات الانقلابية في محافظة تعز. وقالت مصادر في المقاومة ل «الحياة»، إن المقاومة قتلت 16 من الميليشيات في منطقة الذباب، بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وتحاول الميليشيات إسقاط نجد قسيم، كما استولت على موقع الكسارة، وهو الموقع الأهم في جبهة الضباب. وتعرض قائد الموقع العقيد دماج لإصابات عدة وحروق، وهو في حال «حرجة». واستشهد عبدالرحمن قاسم، أحد أفراد المقاومة من المعافر. وحذر محافظ شبوة العميد عبدالله علي النسي «المخربين» في المحافظة من أنه «لن يكون هناك ملجأ يحميهم من العقاب»، وطالب أبناء شبوة ب «توحيد الصف، والتكاتف، والتعاون في تثبيت الأمن والاستقرار في المحافظة». وواصلت طائرات التحالف أمس، قصفها مواقع حدودية ودمرت آليات ومدرعات تابعة لقوات صالح والحوثيين قرب الحدود السعودية، وصدت هجوماً مسلحاً. وتبادلت القوات السعودية على الحدود النار مع أفراد من الميليشيا المتمردة، وقضت على نحو 200 مسلح، حاولوا شن هجوم مباغت باتجاه جبل جلاح وتويلق والدود. وقصفت راجمات الصواريخ والمدفعية أهدافاً في مرتفعات رازح والملاحيط ومران. وترددت أنباء عن تدمير صاروخين باليستيين شرق مديرية حرض، بالقرب من موقع تدريب المجندين أول من أمس، ما أحدث انفجاراً قوياً، سمع دويه على بعد 100 كيلومتر من داخل الحدود السعودية. وأكدت مصادر المقاومة والجيش الوطني أمس أنها استعادت موقع «الكسارة» الاستراتيجي في جبهة الضباب غربي مدينة تعز بعد معارك مع الحوثيين أوقعت 20 قتيلاً على الأقل في صفوفهم، كما أكدت أنها تخوض مواجهات عنيفة في منطقة «نجد قسيم» في مديرية المسراخ وتواصل التقدم في مناطق «الشريجة وبيت حاميم والضلعة وجبل حمالة» جنوبي مدينة «الراهدة» في الجبهة الجنوبية لتعز. وتجددت المواجهات في مناطق الوازعية وموزع وذباب في الجبهة الجنوبية الغربية القريبة من باب المندب مع وصول تعزيزات ضخمة للقوات المشتركة بالتزامن مع غارات للطيران على مواقع المتمردين.