أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليان أمس، أن برلين سترسل 650 جندياً إلى مالي دعماً للعملية العسكرية التي تقودها فرنسا ضد المتشددين الإسلاميين هناك. وقالت فون دير ليان بعد اجتماع للجنة الدفاع في مجلس النواب الألماني بحثت خلاله اعتداءات باريس: «نود الوقوف إلى جانب فرنسا وبذل كل ما بوسعنا لمساعدتها في هذا الوضع الصعب. وأكدت الوزيرة أن ألمانيا ستطرح قريباً على مجلس النواب تفويضاً جديداً في شأن «قوة من 650 جندياً» بهدف دعم بعثة الأممالمتحدة في مالي الرامية إلى المساعدة على تطبيق اتفاق سلام تم التوصل إليه بين الحكومة المالية والمتمردين في شمال البلاد. وأوضحت فون دير ليان أن المطلوب في شكل رئيسي هو مساعدة القوات الدولية وبينها حوالى 600 جندي هولندي على الصعيد «اللوجستي والاستطلاع». وألمانيا التي ينص تفويضها الحالي على إرسال 150 جندياً كحد أقصى إلى بعثة الأممالمتحدة في مالي لم تنشر حتى الآن سوى عشرة عناصر في شمال البلاد. كما يشارك حوالى 200 جندي ألماني في البعثة الأوروبية لتدريب الجنود الماليين في جنوب البلاد، وهي منطقة أقل خطورة بكثير من الشمال. ورأت الوزيرة أنه إذا أدت المساهمة الألمانية إلى تعزيز «الاستقرار» ودعم «عملية السلام» في شمال مالي عندها «لن يعود ارتباط الفرنسيين بهذا القسم من العالم بالمستوى الذي هو عليه» ما سيريح باريس في معركتها ضد تنظيم «داعش». إلى ذلك، أعلنت المستشارة انغيلا مركل أمام البرلمان قبل التوجه إلى باريس للقاء الرئيس فرنسوا هولاند أن برلين «تبقى متضامنة إلى جانب فرنسا»، مضيفةً: «إذا تبين أنه من الضروري زيادة التزامنا فإننا لا نستبعد ذلك تلقائياً». من جهة أخرى، قُتل موظف تابع للأمم المتحدة في مالي بانفجار وقع لدى مرور قافلة للمنظمة الدولية في منطقة تومبوكتو بشمال غربي البلاد أول من أمس. وذكرت بعثة الأممالمتحدة في بيان: «اليوم حوالى الظهر (الثلثاء) اصطدمت مركبة للبعثة بلغم أرضي أو عبوة ناسفة في منطقة تومبوكتو وأدى الانفجار إلى مقتل عنصر من الطاقم المدني في البعثة». ودان الأمين العام للأمم المتحدة الهجوم متحدثاً عن استعمال «عبوة ناسفة»، وفق بيان للناطق باسمه، مشيراً إلى أن رئيس البعثة وممثل الأمين العام الأممالمتحدة في مالي المنجي الحامدي أعرب «عن صدمته لهذا الحادث المأسوي». وأكد أن بعثة الأممالمتحدة «لن تخيفها هذه الاعتداءات وستظل عازمة على دعم الشعب والحكومة في مالي في الجهود التي تبذل لتحقيق سلام دائم في البلاد».