استعادت بروكسيل حياتها الطبيعية تدريجاً وسط استنفار أمني مشدد مع إبقاء إجراءات التأهب القصوى عند الدرجة الرابعة في سلم من خمس درجات. واستأنفت المدارس والجامعات نشاطها وأعادت المتاجر التي يؤمها جمهور كثيف فتح أبوابها في ظل استعانة سلطات العاصمة بمئات من رجال الأمن والقوات المسلحة الذين استقدِموا من إقليم والوالوني والإقليم الفلمنكي. واستأنفت خطوط المترو نشاطها جزئياً عبر إعادة فتح 35 من 69 محطة تضمها الشبكة. وشوهدت فرق رجال الأمن مدعومة من الوحدات الخاصة تجوب أرصفة محطات مترو الأنفاق والقطارات والمحلات التجارية والمؤسسات السيادية والأوروبية لتأمين الوضع. ونقلت وسائل إعلام صباح أمس، أن أجهزة الأمن أحبطت ليل الأحد مخططاً إرهابياً مماثلاً لاعتداءات باريس، عبر تنفيذ عمليات تفتيش واسعة استخدمت فيها قوات كبيرة مدججة بالسلاح تحسباً. وتبحث السلطات ليلاً نهاراً عن المطلوب الأول صلاح عبدالسلام والمطلوب الثاني محمد عبريني الذي جرى تحديد هويته قبل يومين. وشوهد الأخير مع عبد السلام، وفق النيابة، في سيارة «رينو كليو توقفت في الساعة السابعة من ليل 11 الجاري عند محطة بنزين على طريق سريع تربط بين بروكسيلوباريس. وقاد عبريني هذه السيارة التي استخدمت في اعتداءات باريس، وعثرت عليها قوات الأمن في الدائرة 18 بباريس. وعبريني (31 سنة)، المتخصص في صنع المتفجرات، مدرج على لوائح البلجيكيين العائدين من سورية، ودين على غرار منفذي اعتداءات باريس وعقلها المدبر عبد الحميد أباعود في عمليات سطو وتعاطي مخدرات وارتكاب عنف في بروكسيل. وتتحدر غالبيتهم من ضاحية مولينبيك ببروكسيل. وحذرت الشرطة في بلاغ المواطنين من أن عبريني «خطير وقد يكون مسلحاً»، ونصحتهم بعد ارتجال التصرفات وإبلاغ الشرطة. وأوقفت قوات الأمن حتى الآن خمسة مشبوهين بينهم محمد عمري وحمزة عطو، اللذان ذهبا الى باريس فجر 14 الشهر الجاري لنقل صلاح عبد السلام إلى بروكسيل حيث اختفى بمساعدة علي و. (31 سنة) الذي يسكن في ضاحية مولينبيك. واتهمهما القضاء بالمشاركة في نشاطات مجموعة إرهابية. كما أوقفت قوات الأمن خلال عمليات الدهم الواسعة التي شنتها ليل الأحد- الإثنين في أحياء عدة ببروكسيل لعزاز أ. (الإبراهيم) في ضاحية جيت شمال بروكسيل. ويحمل لعزاز الجنسية المغربية ويبلغ من العمر 39 عاماً. ولا تزال الشرطة تحقق مع ثلاثة موقوفين سيُكشف عن مصيرهم لاحقاً.