نوّهت الرئاسة القطرية المنتهية ولايتها للقمة العربية في تقريرها بمدى الالتزام بالقرارات الصادرة من قمة الدوحة، بما شهدته العلاقات العربية - العربية من «انفراجات ومبادرات لتنقية الأجواء» بعد مبادرة خادم الخرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الاقتصادية في الكويت مطلع العام الماضي. وشدد التقرير على أهمية المصالحة الفلسطينية، محذراً من أن «عدم التعامل الجدي» مع الاستيطان الاسرائيلي «ينذر بأفدح العواقب»، خصوصاً وسط «حال التوتر والاحتقان» في المنطقة، قبل أن يقترح باسم هيئة متابعة القرارات «البدء في إنشاء قوات حفظ سلام عربية داخل القوات المسلحة لكل دولة للاستعانة بها عند الضرورة، تمهيداً لإنشاء قوات حفظ سلام عربية دائمة». وكانت هيئة متابعة تنفيذ قرارات القمة عقدت اجتماعاً الأربعاء الماضي في سرت حضره وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبدالله آل محمود والأمين العام للجامعة عمرو موسى ووزير الخارجية السوري وليد المعلم ووكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي. وشددت هيئة المتابعة والتنسيق على أهمية «التحرك الجماعي لإنهاء حال الانقسام الفلسطيني، ودعوة مصر إلى استكمال جهودها لإنجاز المصالحة ودعم هذه الجهود، مع مطالبة الفصائل بالتعامل الجدي مع الجهود المبذولة لوحدة الصف الذي يمثل الضمانة الحقيقية والوحيدة للحفاظ على مكتسبات الشعب وحقوقه المعرضة للخطر». وجاء في تقرير الرئاسة القطرية الذي حصلت «الحياة» على نسخة منه أن الهيئة تقترح على قمة سرت «الترحيب بما شهدته العلاقات العربية - العربية أخيراً من انفراجات ومبادرات مهمة لتنقية الأجواء العربية، أطلقتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين في القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في الكويت في كانون الثاني (يناير) الماضي، وجرى البناء عليها بإقرار القادة العرب وثيقة تعزيز المصالحة والتضامن العربي في قمة الدوحة العام الماضي». واقترح التقرير على القمة الحالية «دعوة الأعضاء إلى بذل مزيد من الجهود وتكثيف المشاورات والمبادرات على أعلى المستويات لمتابعة ما جاء في وثيقة تعزيز المصالحة والتضامن العربي من تعهدات ومبادئ لتنقية الأجواء ودعم العلاقات البينية وصيانة التضامن العربي والحفاظ على المصالح العربية العليا». وطالب بأن يكون الاقتراح السوري إيجاد «آلية لإدارة الخلافات العربية» الذي أحاله الوزراء على القمة أول من أمس «ضمن المواضيع المطروحة على القادة العرب في سرت، في جلسة خاصة للتداول في الحال الراهنة للعلاقات العربية - العربية، في ضوء ما هو مطروح من مبادرات الدول الاعضاء»، إضافة إلى ما جاء في ورقة الامين العام للجامعة حول التعامل مع بنود الاجندة العربية والوضع الاقليمي والمستقبل وماورد من ملاحظات من الاعضاء. ونوّه بالمبادرة اليمنية ل «تفعيل العمل العربي المشترك»، مطالباً بتشكيل فريق من الخبراء والسياسيين والبرلمانيين لدرس ذلك وتقديم «رؤية متكاملة». وتناول تقرير القمة أيضاً اجتماع مجلس السلم والأمن العربي الذي عقد مساء الأربعاء في حضور الوزراء المعنيين وموسى، مع تأكيد «تبني صيغة جديدة لتوسيع عضوية المجلس وتفعيل آليات عمله وتعزيز صلاحياته والبدء في إنشاء قوات حفظ سلام عربية داخل القوات المسلحة لكل دولة عربية للاستعانة بها عند الضرورة ذلك تمهيداً لإنشاء قوات حفظ سلام عربية دائمة». وعن مبادرة السلام العربية وبيان الدوحة إزاء الصراع العربي - الإسرائيلي، جاء في التقرير أن الهيئة تشدد على «إجراء تقويم شامل ومراجعة خطة التحرك العربي إزاء جهود السلام» في المنطقة، مع التأكيد على أن يكون رسم ملامح التحرك في ضوء ما ستسفر عنه «الجهود المبذولة حالياً لإحياء المفاوضات على المسار الفلسطيني برعاية أميركية». ودعت إلى اتخاذ «موقف حاسم من الانتهاكات الإسرائيلية» التي «إذا لم يتم التعامل معها بالجدية اللازمة من مجلس الامن واللجنة الرباعية الدولية، فإنها تنذر بأفدح العواقب على مستقبل السلام والأمن في المنطقة في ظل حال التوتر والاحتقان التي تعيشها وفي ظل تهديدات إسرائيل المقلقة والخطرة».