قبل أكثر من عام على انطلاق السباق الرئاسي في الولاياتالمتحدة، لا يزال رجل الأعمال دونالد ترامب الاسم الأبرز على الإطلاق الذي تشير أغلب التوقعات إلى أنه سيكون المرشح الرئاسي عن "الحزب الجمهوري"، على رغم افتقاره إلى الخبرة السياسية. وتثير بعض الافكار والسياسات التي ينادي بها ترامب الجدل حول ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية. وذكر موقع "بي بي سي" أن ترامب زعم مرارا أن الآلاف من العرب الأميركيين كانوا يحتفلون في ولاية نيو جيرسي بعدما اصطدمت طائرتان ببرجي التجارة العالمي. وقال مخاطبا الاميركيين إن مثل هذه التظاهرات "تقول لكم شيئا" عن المسلمين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة، على رغم انه لا توجد تقارير إعلامية تدعم مزاعمه هذه. وصرح ترامب مؤخرا أنه يجب اخضاع المساجد في الولاياتالمتحدة للمراقبة، وان على القائمين على تنفيذ القانون تتبع المسلمين بهدف مكافحة الإرهاب. وتراجع ترامب عن بعض تعليقاته السابقة حول ضرورة وجود قاعدة بيانات لجميع المسلمين الأميركيين، لكنه يقول إنه لا يهتم إذا ما نُظر إلى مراقبة المساجد على أنها "غير صحيحة سياسيا". وكان ترامب قد دعا الى ضرورة وجود قاعدة بيانات للمسلمين في الولاياتالمتحدة، الامر الذي اثار ردود فعل عالمية وانتقادات علنية، منها قيام احد جنود مشاة البحرية الاميركية السابقين بنشر تغريدة تضمنت صورة لبطاقة هويته مع تعليق جاء فيه: "ترامب، أنا مسلم أميركي واحمل بالفعل هوية خاصة. أين هي هويتك؟". وأعرب البليونير الأميركي عن تأييده أيضاً لإعادة استخدام "الإيهام بالغرق" وهو اسلوب استجواب يعتبر نوعا من انواع التعذيب. وخلال برنامج "ذيس ويك" على قناة "اي بي سي» قال ترامب إنه "سيستخدم بالتأكيد الإيهام بالغرق كأسلوب للاستجواب، لأن تنظيم داعش يفعل أسوأ من ذلك بكثير". وهذا الأسلوب الذي بدأ تطبيقه في ظل إدارة بوش بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) ومارسته "وكالة الإستخبارات المركزية" الاميركية (سي آي ايه)، تعتبره الأممالمتحدة تعذيباً، فيما حظره الرئيس باراك أوباما. وطبق هذا الأسلوب على ثلاثة معتقلين على الأقل وفق تقرير ل "مجلس الشيوخ" الأميركي. وقال ترامب: "أعتقد أن الإيهام بالغرق أمر بسيط مقارنة بما نتعرض له على أيديهم". وفي كتابه الأخير "أميركا المريضة" يقول ترامب: "أنا رجل لطيف حقا، صدقوني. أشعر بالفخر لكوني رجلا لطيفا، لكنني تواق ومصمم على أن تكون بلادنا دولة عظيمة مرة أخرى". وقال موقع "غاوكر" الإخباري إن ترامب يصف نفسه دائما بأنه "رجل لطيف" في الكتاب، كما كرر ترامب هذا التقييم الذاتي في حواره الافتتاحي في برنامج "ساترداي نايت لايف". ولا يبدو أن تصريحات ترامب تؤثر في شعبيته حتى وإن كانت موضع انتقاد في معسكره، إذ ظهر استطلاع ل "واشنطن بوست - اي بي سي" اجري على المستوى الوطني، تقدمه في السباق للفوز بترشيح "الحزب الجمهوري". وحصل ترامب على 32 في المئة من نوايا التصويت، مقابل 22 في المئة نالها بن كارسون، الجراح المتقاعد الذي يفتقر إلى خبرة سياسية. ولم تتغير النسبتان بالمقارنة مع استطلاع الشهر الماضي. أما السناتور ماركو روبيو، فحصل على 11 في المئة من نوايا اللتصويت. وأظهر استطلاع ل «بوسطن غلوب-جامعة سافولك» تقدم ترامب في نيوهامبشر، إحدى الولايات الرئيسة في الانتخابات التمهيدية، فيما احتل روبيو المرتبة الثانية بنسبة 11 في المئة، متقدما على كارسون الذي نال 10 في المئة.