تواصل هطول الأمطار على منطقة القصيم أمس، لليوم الثاني على التوالي، وإن كان هطولها أقل نسبياً أمس (الثلثاء) من أول من أمس، إذ أسهمت القطاعات الحكومة بشكل كبير في إزاحة مياه الأمطار من الشوارع المغلقة والأحياء بسبب السيول، وهو ما أعاد الحياة لطبيعتها بشكل كبير. ومثّل تعليق الدراسة في المنطقة أمس فرصة مواتية للعائلات للخروج للمتنزهات البرية لقضاء يوم في المخيمات والاستمتاع بجمال الطبيعة. ووصف أحمد العميريني (أحد المتنزهين في متنزه عسيلان)، الأمطار التي هطلت على مدار اليومين الماضيين بأنها «نعمة من الله، تأتي بعد فصل الصيف الطويل والحار، وهي فرصة للترويح عن النفس بالابتعاد عن صخب المدينة». لكنه عاد ليؤكد أن هناك «بعض الأسر المتضررة في بعض الأحياء من مدينة بريدة التي تفتقر إلى أهم الأولويات، ومنها تصريف المياه». وتمنى أن يفرح سكان هذه الأحياء مثل غيرهم بهطول الأمطار بعد أن تحل جميع المشكلات. واتفق دخيل القبلان مع العميريني، مؤكداً أنه لا يفوت الفرصة في مثل هذه الأجواء الجميلة بالخروج للمتنزهات البرية لقضاء يوم على أقل تقدير في مخيمه الخاص برفقة عائلته، وتجهيز القهوة والشاي والطعام على الحطب، لافتاً إلى أن متنزه «عسيلان» مناسب للعائلات، لكنه يفتقد بعض الخدمات، ومن أهمها التنظيم، سواءً في أماكن المخيمات أم في الحركة المرورية التي تشهد في أوقات الذروة شللاً تاماً، ولاسيما في أوقات المساء عند الرغبة في العودة إلى المدينة. وكان للشبان النصيب الأكبر في الحضور في المتنزهات؛ لممارسة هوياتهم، سواء بالطيران الشراعي أم ركوب الدرجات النارية، أو في التطعيس، ومنهم من جهَّز سيارات دفع رباعي مخصصة لمثل هذه الهواية لا يقودها إلا في البر، وهذا ما أكده الشاب صالح الشايع أحد الموجودين في المتنزه، إذ شدد على أنه يحترم الذوق العام في المتنزه ولا يقترب من أماكن العائلات، ولا يقود سيارته ذات الدفع الرباعي والمجهزة بهذا الخصوص، إلا في أماكن تجمع الشبان. وأشار إلى أن بعض التجهيزات كلفته أكثر من 20 ألف ريال؛ كي يكسب كل التحديات التي يخوضها مع أصحابه. بدوره، أبدى سلطان عبدالله (أحد الباعة المتجولين)، سعادته بأجواء المطر، وقال: «إن هذه الأجواء هدية من السماء، ومصدر رزق إضافي لنا»، مضيفاً: «أحضر هنا كل يوم منذ بداية الشتاء بعد أن ينتهي دوامي الرسمي في إحدى الإدارات الحكومية، وفي عطلة نهاية الأسبوع أحضر في وقت باكر جداً ولا أعود إلا في المساء، كما أحرص على أن تكون إجازتي السنوية متزامنة مع إجازة الربيع، كوني أحقق دخلاً جيداً.