تتجه الحكومة العراقية إلى قوننة عمل الآلاف من مقاتلي العشائر الأنبار والمتطوعين في «الحشد الشعبي العشائري» بعد فشل مشروع تشكيل «الحرس الوطني»، كما يضمن تشكيل القوة الجديدة الحد من تواصل العشائر مباشرة مع الولاياتالمتحدة. وقال مسؤولون محليون إن هناك نحو 5 آلاف مقاتل من العشائر يحاربون «داعش» على جبهات عدة في الأنبار في الرمادي والفلوجة والبغدادي وحديثة، وتحاول هذه العشائر توحيد صفوفها من دون جدوى نظراً إلى تحفظات حكومية ورفض قادة في «الحشد الشعبي» من الفصائل الشيعية. وقال عثمان الجغيفي، وهو أحد مقاتلي العشائر في قضاء حديثة، ل «الحياة» ان مسؤول «الحشد الشعبي العشائري» الفريق رشيد فليح أجرى سلسلة لقاءات مع زعماء العشائر في حديثة والبغدادي لتنظيم عمل الذين يحاربون «داعش». وأضاف أن «الحكومة المركزية أفشلت محاولات جرت قبل أسابيع لتوحيد الصفوف من دون تنسيق معها». ولفت الى أن «مسؤولين أكدوا لنا صعوبة تشكيل الحرس الوطني في الوقت الحاضر، وصعوبة تطويع مقاتلي العشائر في قوات الجيش والشرطة لأنهم يعلمون في جبهات مختلفة وبعضهم يقاتل مع أفراد عشيرته ولا يريد التطوع في القوات الحكومية». وأضاف أن الحكومة لجأت الى تشكيل «الحشد الشعبي العشائري لمنع العشائر من تشكيل قيادة موحدة خاصة بهم، وقطع علاقاتها المباشرة مع القوات الأميركية التي سلحت عدداً من مقاتليها قبل أسابيع بشكل مباشر»، وزاد أن «العشائر لا تعنيها التسميات بقدر ما تهدف إلى تحرير مناطقها». ولم يبد مسؤولو وسياسيو الأنبار ترحيباً بتشكيل «الحشد الشعبي العشائري»، ولكنهم لا يستطيعون مناقشة الحكومة المركزية، وما زال المحافظ وبقية المسؤولين يطلقون اسم مقاتلي العشائر على التشكيلات التي تواجه «داعش». وكان رئيس البرلمان سليم الجبوري جدّد خلال «مؤتمر النازحين» ضرورة تسليح مقاتلي العشائر وإعطائهم دوراً أكبر في عمليات تحرير مناطقهم. والتقى الجبوري أمس زعيم حركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، وجاء في بيان للعصائب أن «الجانبين بحثا في مستجدات الحرب على داعش والسبل الكفيلة بدعم الحشد الشعبي». ونقل البيان عن الخزعلي تأكيده «ضرورة أن تبدي السلطتين التشريعية والتنفيذية المزيد من الاهتمام بالمقاتلين»، ودعا إلى «تعديل مخصصات الحشد الشعبي في موازنة العام المقبل». إلى ذلك، أعلنت «قيادة عمليات الأنبار» أمس، أن «القوات الأمنية قصفت عجلات تابعة لداعش ودمرتها بالكامل وقتلت 20 عنصراً من التنظيم في منطقة البوشجب في المحور الشمالي».