عزت اختصاصية اجتماعية، 60 في المئة من المشكلات الأسرية، إلى «التقنيات الحديثة»، وبخاصة «الماسنجر» و»الفيس بوك». وقالت فوزية الهاني، التي تدير مركزاً اجتماعياً: «إن هذه البرامج تفتح أمام مستخدميها عالماً افتراضياً أوسع، وأكثر خصوصية وحرية من المحادثة على مواقع «الشات». وشاركت الهاني، في أمسية حوارية، كان من المقرر ان تستهدف المتزوجات، بيد ان لبساً في الإعلان عن الأمسية، أدى إلى حضور عدد كبير من الفتيات، فاق المتزوجات. ونظم الأمسية، التي أقيمت مساء أول من أمس، منتدى «تواصل الثقافي النسائي» في القطيف. وقالت الهاني: «تم الإعلان عن الأمسية الحوارية بداية تحت عنوان «أزواج الماسنجر»، فيما كانت محاور الأمسية تتحدث عن «أزواجنا والماسنجر»، وتتناول معاناة الزوجات والأسر بسبب الإدمان النسائي على الماسنجر. لكن اللبس أدى إلى حضور عدد كبير من الفتيات، وهذا يعتبر شيئاً إيجابياً». وقالت: «إن لكل جديد على المجتمع جوانبه الايجابية والسلبية، فمن ايجابيات «الماسنجر» التعود على فن المحادثة، ولغة الحوار. أما سلبياته، فتتمثل، فيما نراه، واقعاً أمامنا من دمار لبعض الأسر وتشتتها، بسبب العلاقات غير المشروعة، وتجاوز الخطوط الحمراء في المحادثة، والدخول إلى ما هو مرفوض عرفاً وشرعاً في كل الثقافات». وأشارت إلى ان ما أدى لذلك هو «غياب أو عدم فهم حقيقة الزواج، فبعد أن كان مسؤولية، أصبح متعة. والكل يريد تلبية رغباته من دون تقديم أي تضحية أو تنازل». وذكرت أن «الفتاة قبل الزواج هي الأكثر إدماناً وتعلقاً في «الماسنجر» والمحادثات، إلا أنه بعد الزواج، يتحول هذا الإدمان إلى الرجل، لأن المرأة لديها إحساس أكبر بالمسؤولية التي وضعت على عاتقها». وكانت الأسئلة الموجهة من جانب الحاضرات، حول كيفية التعامل مع خيانة الزوج في حال اكتشافها، وأجابت الهاني «للزوجة في هذه الحال أن تختار من بين ثلاث طرق، إما تتبعه وتراقبه بصمت، ولن ينتج عن ذلك إلا شعورها بالألم في كل مرة تكتشف شيئاً جديداً. وأما المواجهة، وهي أكثر الطرق إتباعاً من جانب الزوجات، وحينها يعد الزوج بالتوقف، ولكن الزوجة تستمر في المراقبة، لأن الزوج وصل إلى حال الإدمان. وأصبح يعتبر ان هذا هو عالمه الخاص الحالم الذي لا يستطيع التخلي عنه، فتصل الزوجة إلى طريق مسدود. والخيار الثالث هو الصبر الايجابي، باكتشاف الزوجة لمكامن الخطأ في حياتها الزوجية، وتحاول إشباع حاجة الزوج عاطفياً». وأبانت ان بعض الحالات التي وردت للعلاج «كان للبريد الالكتروني، والرسائل النصية القصيرة، ودخول الزوجة إلى العالم الذي يحتكره الزوج، أثر كبير، في ردعه من الطريق الذي كان يسير فيه، فالزوج في حاجة إلى الإشباع، وفي عالمه الافتراضي «الماسنجر» يجد الاحترام والتقدير، وحتى التفخيم، إضافة إلى الإشباع العاطفي». وأكدت على «عدم القدرة على التنحي عن الجانب الروحي، فالبعد عن الله عز وجل، يجعل حياة الإنسان في اضطراب كامل، فلا يعرف وجهته، وما الذي يريده».