يفتتح مؤتمر باريس بعد أسبوع تحت حراسة أمنية مشددة ساعياً وراء هدفين: إبرام اتفاق عالمي لمكافحة تغير المناخ وإثبات ان العالم لا يخشى «الإرهابيين»، في قمة تجمع في يومها الأول أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة. وعلى رغم اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) في باريس التي أدت إلى مقتل 130 شخصاً، «لم يتراجع أي رئيس دولة أو حكومة كان مقرراً حضوره عن قرار المشاركة، بل بالعكس، بادر بعض الذين لم يردوا جواباً إلى تأكيد الحضور لأنهم يرفضون الرضوخ للإرهاب»، وفق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي سيرأس قمة المؤتمر الحادي والعشرين للأطراف الموقعة على اتفاقية الأممالمتحدة للمناخ. والأحد دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما قادة الدول كافة إلى حضور المؤتمر إلى جانبه للإثبات ان العالم لا يخشى «الإرهابيين». وترمي القمة المقررة منذ أشهر إلى إعطاء زخم للمفاوضات حول المناخ، لكنها ستتحول وسط أجواء ما بعد الاعتداءات إلى مناسبة لتكريم الضحايا مع تشديد الإجراءات الأمنية وفق المنظمين. وعلى رغم ذلك سيسعى زعماء 195 بلداً يجتمعون في لو بورجيه قرب باريس بين 30 تشرين الثاني و11 كانون الأول (ديسمبر) إلى اتفاق يضمن منع ارتفاع معدل حرارة الكرة الأرضية أكثر من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. وفي حال جرى تجاوز ذلك، فسيحول اختلال النظام المناخي بعض مناطق العالم إلى مساحات غير صالحة للسكن بسبب الأعاصير والجفاف وارتفاع منسوب البحار وانهيار المحاصيل وانقراض بعض الأنواع وغيرها. وتعكس النقاشات الحادة التي شهدتها قمة مجموعة العشرين في منتصف تشرين الثاني وأدت إلى إعلان ختامي بالحد الأدنى حول المناخ، الخلافات التي ينبغي حلها. فقد حاربت الهند في شكل خاص تحديد الدرجتين في النص. وتميل الهند من جهة إلى الطاقات المتجددة عبر تحديد أهداف طموحة جداً في مجال الطاقة الشمسية، فيما لا يزال هذا البلد الذي يولّد 60 في المئة من استهلاكه الكهربائي من الفحم «يجد صعوبة في تصور نموه من دون بناء محطات جديدة عاملة بالفحم». وترفض نيودلهي أي حديث عن آلية مراجعة تجري كل خمس سنوات زيادة لتعهدات تقليص انبعاثاتها. لكن نظراً إلى ان الوعود المقطوعة حتى الآن لا تكفي لضمان مستوى الدرجتين فستهيمن هذه المسألة على صلب النقاشات في المؤتمر. وتنتظر الهند، كسائر الدول الأكثر فقراً في أفريقيا وآسيا والدول الجزر، تعهدات بدعم مالي توفره دول الشمال إلى الجنوب. وأمس أعلنت الأممالمتحدة ان الكوارث الطبيعية التي تزداد وتيرتها، أودت بحياة 600 ألف شخص في السنوات العشرين الماضية، مشددة على ضرورة التوصل إلى اتفاق دولي حول المناخ في القمة الدولية المقرر عقدها في باريس. وجاء في تقرير نشره مكتب الأممالمتحدة للحد من الكوارث ان مجموع المتضررين من الفيضانات والعواصف الشديدة والظواهر المناخية القصوى بلغ «4.1 بليون شخص، منهم من أصيبوا بجروح، ومنهم من فقدوا مساكنهم، ومنهم من أصبحوا في حاجة إلى مساعدات عاجلة».