قال أستاذ الإقتصاد والشؤون الدولية في جامعة «برنستون» الأميركية والفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2015 انغوس ديتون إن «نصف مليون شخص ماتوا على رغم أنه لم يكن ينبغي حصول ذلك»، موضحاً أن نصف مليون هو نحو 40 ضعفاً لعدد من ماتوا بسبب «إيبولا». ونشرت صحيفة «ناشونال بوست» تقريراً أعده ديتون وزوجته آن كاس، يبرز أهم خمس نظريات للوقوف على أسباب ارتفاع معدلات الوفاة بين الأميركيين البيض. وتصدرت القائمة المخدرات كعامل رئيس للوفاة، بعدما زادت الوفيات الناجمة عن تعاطي جرعات زائدة من المخدرات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 الى 65 عاماً الى 11 ضعفاً بين العامين 1990- 2010، وأن حوالي 90 في المئة من الأشخاص الذين يتعاطون مخدر «الهيروين» للمرة الأولى حالياً من البيض. وجاء التسمم الكحولي في المركز الثاني. ويموت أكثر من 2200 أميركي سنوياً نتيجة الإسراف في تناول المشروبات الكحولية، ثلاثة أرباعهم بين ال35 وال64 عاماً، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويأتي الإنتحار كسبب ثالث من أسباب إرتفاع الوفاة، وأشارت دراسة ديتون أن حالات الموت إنتحارا بالسم، تجاوزت سرطان الرئة كسبب رئيس للوفاة في العام 2001. ورأى ديتون أن الضغط النفسي الناتج من اختفاء الوظائف المستقرة في مجال التصنيع والبناء في السنوات الأخيرة، وعجز قطاع عريض من هذه الفئة العمرية على توفير المال الكافي للتقاعد، بالإضافة إلى أن خريجي التعليم الثانوي لا يملكون الكثير من الفرص الوظيفية، أحد أهم أسباب ارتفاع الوفاة، وهو ما اسماه ديتون ب«نهاية الحلم الاميركي». وبعد الإطلاع على نتائج استطلاع اجتماعي عام و«استطلاع المجتمع الأميركي» (أميركان كميونيتي سرفاي) الذي يقوم به مكتب التعداد في الولاياتالمتحدة بشكل دوري، تبين أن الوظائف الأعلى دخلاً مرتبطة بنتائج صحية جيدة، وأن ضغط العمل تسبب فعلياً بموت بعض الموظفين مبكراً، على رغم أن حجم التأثير اختلف باختلاف العرق والخلفية الدراسية. واعتبر ديتون أن خامس مسبب لوفاة الأميركيين في هذه الفئة العمرية هو انهيار الروابط الأسرية. وارتفعت معدلات الطلاق بين من هم فوق 50 عاماً إلى واحد من بين كل اربعة اشخاص، في الوقت الذي استقرت أو انخفضت معدلات الطلاق بين الفئات العمرية الأخرى.