أظهرت دراسة أجراها عالمان أميركيان في الاقتصاد أن ارتفاع نسب الوفيات عند الأميركيين من أصل أوروبي أخيراً، في شكل يوازي الوفيات نتيجة مرض "نقص المناعة المكتسب" (أيدز)، يعود إلى أسباب عدة أبرزها انتشار ظاهرة الانتحار في هذا المكون من المجتمع الأميركي، إضافة إلى إدمان المخدرات وأمراض الكبد المرتبطة بتناول الكحول. ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أن ما توصل إليه الدكتور أنغوس ديتون الذي حصل هذا العام على جائزة نوبل للاقتصاد، والدكتور آن كايس، بعد تحليلهما بيانات الصحة والوفاة في هذه الشريحة من مصادر عدة أبرزها "مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض"، قد يساعد المختصين بمجال الديموغرافيا على تحليل ظاهرة الوفيات عند هذه الشريحة من المجتمع. وارتفعت الوفيات بين عامي 1999 و2014 عند الأميركيين من أصل أوروبي من الذين لم يتلقوا التعليم الجامعي إلى 134 وفاة من كل 100 ألف شخص، ما زاد معدل الوفيات عند الأميركيين الأوروبيين الذين تبلغ أعمارهم بين 45 و54 عاماً في شكل يوازي عدد الوفيات عند استشراء مرض "نقص المناعة المكتسب" (أيدز). يذكر أن نسبة الوفاة عند الأميركيين الأوروبيين من متوسطي العمر لا تزال أقل من نظيرتها عند الأميركيين الأفارقة التي تبلغ 581 حالة من كل 100 ألف شخص، مقارنة ب415 عند الأوروبيين، فيما تشكل عند اللاتينيين 262 لكل 100 ألف شخص. وقال العالمان أنهما توصلا إلى هذه الخلاصة من طريق المصادفة خلال تحليلهما البيانات الوطنية حول نسب الوفيات والاستطلاعات التي استفسرت عن نسب الألم والإعاقة والصحة في شكل عام عند هذه الشريحة، خصوصاً أن ديتون كان مهتماً بالعلاقة بين نسب الانتحار والولايات التي أظهرت الاستطلاعات أن قاطنيها ينعمون بالسعادة أكثر من غيرهم، فيما اهتمت كايس بالجانب الصحي، خصوصاً نسب الألم في هذه المكون من المجتمع الأميركي. واكتشف العالمان أن الاضطرابات النفسية والعقلية والصعوبة في الاختلاط في المجتمع شهدت، جنباً إلى جنب مع آلام الجسم، ارتفاعاً كبيراً يفسر ما وجداه من ارتفاع قياسي في نسب الانتحار والوفيات الناتجة من المخدرات والتسمم نتيجة الكحول. وإدمان المخدرات يشمل الاستخدام غير المشروع لها، والاستعمال المفرط للأدوية العادية، أو تلك التي يصفها الأطباء في شكل يتنافى مع المطلوب.