تشعر عائلة الصبية الأسيرة مرح باكير (16 سنة) بألم وقلق مضاعفين على ابنتها، فهي أولاً صغيرة، وثانياً مصابة بجروح ولا تتلقى العلاج اللازم، ما يهددها بإعاقة دائمة، وثالثاً معتقلة في ظروف بالغة السوء، ومهددة بالسجن لفترة طويلة. وكان شرطي اسرائيلي اطلق النار على باكير في 12 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي قرب مدرستها في حي الشيخ جراح في القدسالمحتلة، وأصابها بعشر رصاصات في يدها اليسرى التي على ما يبدو كانت تحمل فيها سكيناً، وجرى نقلها الى مستشفى اسرائيلي ثم الى السجن. وتتهم السلطات الاسرائيلية باكير بمحاولة طعن يهودي في محطة القطار الخفيف المار قرب مدرستها، ما يهدد بسجنها لفترة طويلة. وقال والدها جودة باكير ل «الحياة»: «مرح تعيش ظروفاً مأسوية، يدها اليسرى مهددة بالشلل ولا تتلقى العلاج المناسب، وهي معتقلة في ظروف سيئة جداً في سجن عسقلان». وأضاف: «زارها المحامي وأبلغنا ان يدها مصابة اصابة خطيرة، وانها تحركها ببطء شديد، وانها في حاجة الى مستشفى، لكن السلطات تواصل احتجازها في غرفة سيئة غير معدة حتى لتكون سجناً في سجن عسقلان». وباكير واحدة من 400 طفل فلسطيني معتقل في السجون الإسرائيلية تتراوح أعمارهم بين (11-17) سنة، بينهم ست فتيات قاصرات هن اضافة اليها كل من: استبرق نور، وجيهان عريقات، وهديل كلبية، ونور سلامة، وهبة جبران. وقال رئيس نادي الأسير قدرة فارس ان بين هؤلاء الأطفال والقاصرين من صدرت بحقهم أحكام (11 قاصراً)، وآخرين ما زالوا موقوفين. وصادفت الجمعة ذكرى توقيع اتفاقية حقوق الطفل التي كانت مناسبة للعديد من المؤسسات التي تعنى بالأطفال، ومنها نادي الأسير، لرفع صوتها مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية لأطفال فلسطين الذين يتعرضون الى اجراءات اعتقال وإطلاق نار وقيود استثنائية في هذه الفترة التي تشهد فيها الاراضي الفلسيطينية هبّة شعبية مطالبة بإنهاء الاحتلال. وقال فارس ان اطفال فلسطين يتعرضون الى الاعتقال والى اطلاق النار وقيود لا حصر لها، موضحاً أن «عدداً من القاصرين والأطفال أصيب بالرصاص الحي أثناء اعتقاله، ونقل إلى المستشفيات الاسرائيلية، مثل الأسير جلال الشراونة الذي بترت قدمه، وقيس شجاعية الذي أفرج عنه لاحقاً، وعلي الجعبة، والفتاتين مرح باكير، واستبرق نور، وآخرين». وقال نادي الاسير في بيان في مناسبة ذكرى توقيع اتفاقية حقوق الطفل: «شهد عام 2015 الحالي المئات من حالات الاعتقال التي نفذها الاحتلال بين صفوف الأطفال والقاصرين». وأضاف ان السلطات اعتقلت منذ مطلع الشهر الماضي 700 طفل وقاصر، أكثرهم في محافظتي الخليل والقدس». وتابع ان عدداً منهم افرج عنه بكفالة مالية، أو وضع قيد حبس منزلي، خصوصاً في القدس. وأكد نادي الأسير انه وثق أساليب تحقيق وتعذيب تعرض اليها هؤلاء الأطفال تصنف دولياً كجرائم حرب، منها إطلاق الرصاص الحي على الأطفال في شكل مباشر ومتعمد، ونقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف لمدة يوم أو يومين، وإبقاؤهم من دون طعام أو شراب، علاوة على استخدام الضرب المبرح، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم، وتهديدهم وترهيبهم، وانتزاع اعترافات منهم تحت الضغط والتهديد، واحتجازهم في سجون لا تصلح للعيش الآدمي كسجن «جفعون». واستذكر النادي في بيانه قضية الطفل المقدسي أحمد مناصرة الذي وثقت قضيته عبر مقاطع فيديو صورت اعتقاله والتحقيق معه. وتخصص السلطات أربعة سجون مركزية للاطفال والقاصرين هي: «هشاورن»، و «عوفر»، و «مجدو» و «جفعون». وقال فارس ان نادي الأسير وجه رسائل الى المؤسسات الدولية، خصوصاً التي تعنى بحماية الطفولة، مطالباً اياها بأن تتخذ موقفاً حيال «جرائم الاحتلال»، وأن تسعى الى الضغط من أجل الإفراج عن الأطفال والفتية الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية.