اكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة اجراها مع محطة تلفزيونية صينية ونشرها الاعلام الرسمي أمس، ان الجيش النظامي السوري يتقدم «على كل جبهة تقريباً» بفضل التدخل الجوي الروسي في البلاد. وأعرب الأسد عن استعداده لإجراء حوار مع المعارضة استكمالاً للمفاوضات السابقة في موسكو، ليؤكد مجدداً انه «لا يمكن اتخاذ خطوات سياسية ملموسة قبل القضاء على الإرهاب». وفي مقابلة مع محطة «فينيكس» الصينية، قال الأسد: «تمكن الإرهابيون من الاستيلاء على العديد من المناطق في سورية، وبالطبع فإن الجيش السوري يحاربهم، وانتصر في معارك عدة، إلا أنه لا يستطيع التواجد في كل مكان على الأرض السورية»، مضيفًا: «لكن مؤخراً وبعد مشاركة سلاح الجو الروسي في محاربة الإرهاب، فقد تحسن الوضع في شكل جيد جدًا، وأستطيع القول الآن إن الجيش يحقق تقدماً على كل جبهة تقريباً». وبدأ الجيش النظامي والقوى الموالية له منذ السابع من تشرين الأول (اكتوبر) عمليات برية في محافظات عدة بغطاء جوي روسي، الا انه عاد وخسر كل المناطق التي استعادها خلال هذه الفترة في ريف حماة الشمالي (وسط). وقد تكون محافظة حلب شهدت على التقدم الأكبر له خلال اكثر من شهر، اذ استعاد عدداً من القرى والبلدات في ريفها الجنوبي من ايدي الفصائل المقاتلة وصولاً الى خرق الحصار الذي كان يفرضه «داعش» على مطار كويرس العسكري. وعلى الصعيد السياسي، تقوم موسكو بدور بارز في التوصل الى حل سياسي للنزاع السوري، ومن هنا اكد الأسد استعداده للحوار مع المعارضة استكمالاً لجولتي مفاوضات جرتا في موسكو. وانتهت مفاوضات في فيينا بين الدول الكبرى، وبينها الولاياتالمتحدةوروسيا، الشهر الحالي بالتوصل الى جدول زمني للمرحلة الانتقالية يتضمن وضع دستور جديد خلال ستة اشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرًا. الا ان البيان الختامي لم يتطرق الى مستقبل الاسد. وأكد الاسد ان من «حقه» الترشح لدورة رئاسية جديدة، مشيرًا الى انه «من المبكر جداً القول، سأترشح أو لا أترشح». وأضاف: «ذلك يعتمد على ما أشعر به حيال الشعب السوري، أعني ما إذا كانوا يريدونني أو لا (...) لا نستطيع التحدث عن أمر سيحدث ربما في السنوات القليلة المقبلة». وفي ما يتعلق بالحوار، قال الأسد: «ما نفعله بموازاة محاربة الإرهاب هو إدراكنا للحاجة إلى إجراء الحوار». وأضاف: «إننا مستعدون ل «موسكو3» لأننا في حاجة للحوار بصرف النظر عما يقوله مؤتمر فيينا أو أي مؤتمر آخر». ووفق الأسد، «لا يمكن اتخاذ خطوات سياسية ملموسة قبل القضاء على الإرهاب». وبعد ذلك فإن «الخطوة الرئيسية في ما يتعلق بالجانب السياسي للأزمة هي مناقشة الدستور، لأن الدستور سيحدد النظام السياسي وسيحدد مستقبل سورية». وتحدث عن اطار زمني للعملية السياسية بعد «إلحاق الهزيمة بالإرهابيين» من «فترة أقصاها سنتان لتنفيذ كل شيء» وما يتضمن ذلك من وضع دستور وإجراء استفتاء. ويلتقي الحليفان الكبيران لنظام الأسد إيرانوروسيا اليوم في طهران لمناسبة انعقاد قمة للدول المصدرة الغاز يشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتأتي زيارة بوتين إيران بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي الجمعة بالإجماع قراراً يدعو الدول الأعضاء إلى «اتخاذ التدابير الضرورية كافة لمحاربة داعش على الأراضي التي يسيطر عليها في سورية والعراق». وقبل المشاركة في قمة الدول المصدرة الغاز إلى جانب ثمانية آخرين من رؤساء الدول والحكومات سيلتقي الرئيس الروسي المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أعلى سلطة سياسية ودينية في إيران الذي يعد أيضاً القائد الأعلى للقوات المسلحة. وسيكون اللقاء الثاني بين الرجلين خلال ثماني سنوات، الأول جرى في عام 2007. وسيجتمع بوتين أيضاً مع الرئيس حسن روحاني على هامش القمة. وصرح مستشار الكرملين يوري أوشاكوف أن أثناء هذه المحادثات، «سيولَى اهتمام خاص للمسائل الدولية أخذاً في الاعتبار النزاع السوري». وتعد إيران مع روسيا أبرز حليفين لنظام الأسد، وتقدم له مساعدة عسكرية خاصة عبر إرسال «مستشارين» و «متطوعين» إلى الأرض قتل منهم حوالى خمسين منذ أكثر من شهر.