تتسابق الدوائر الحكومية في الإمارات على إطلاق كل جديد في مجال الابتكار والتكنولوجيا، خلال أسبوع «الإمارات تبتكر» الذي انطلق أمس، ويشمل 100 مبادرة جديدة وتشريعات طيلة أيام الأسبوع، تصب في إطار تحوّل الدولة إلى اقتصاد المعرفة، بعيداً من النفط الذي تراجعت أسعاره أكثر من 50 في المئة. وخصّصت دولة الإمارات أسبوعاً كل عام للاحتفال بما أنجزته من ابتكارات لتتحوّل إلى دولة ذكية تحاكي الفضاء وتخدم مواطنيها من خلال طائرات من دون طيار و»روبوتات» ومبانٍ ثلاثية الأبعاد ومتاحف وخدمات حكومية عبر الإنترنت والهواتف الخليوية. واستبق رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ونائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أسبوع «الإمارات تبتكر»، ليعلنا اعتماد السياسة العليا للدولة في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، والتي تتضمن 100 مبادرة وطنية في القطاعات التعليمية والصحية والطاقة والنقل والفضاء والمياه، يصل حجم الاستثمار فيها إلى أكثر من 300 بليون درهم (نحو 82 بليون دولار)، وتتضمن سياسات وطنية جديدة في المجالات التشريعية والاستثمارية والتكنولوجية والتعليمية والمالية، بهدف «تغيير معادلات الاقتصاد الوطني، ودفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية، وتحقيق نقلة علمية ومعرفية متقدمة لدولة الإمارات خلال السنوات المقبلة». وقال الشيخ خليفة إن «دولة الإمارات تعمل لبناء مستقبل راسخ لأجيالها، بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية، كما حسمت خياراتها لعالم ما بعد النفط، بالاستثمار في الإنسان وفي العلم والتقنية المتقدمة». وأشار إلى أن «دولة الإمارات راهنت منذ البداية على بناء الإنسان وعقله ومواهبه وطاقاته، واليوم يقود هذا العقل مسيرة التنمية، واعتمادنا سيكون عليه بعيداً عن الموارد النفطية». وطالب الشيخ خليفة الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة المحلية والاتحادية، «بتوحيد الجهود لتحقيق نقلة علمية متقدمة لدولة الإمارات، وبناء واقع جديد لأجيالنا المقلبة، وترسيخ مكانة علمية وعالمية متقدمة للدولة، عبر العمل كفريق واحد، لتحويل هذه السياسة إلى واقع ملموس خلال الفترة المقبلة». واعتبر الشيخ محمد أن «رسم سياسة عليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، تتضمن مبادرات عملية، واقتراحات تشريعية، واستثمارات مالية واضحة، وهذا قرار استراتيجي للإمارات، يهدف إلى حماية مكتسبات الدولة التنموية، وتغيير معادلات الاقتصاد الوطني، لدفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية المحدودة زمنياً وتقنياً». وأوضح أن «الدول الواعية والشعوب المتعلمة، لا ترهن مستقبلها إلا لعقولها ولأبنائها، والسياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار هي خريطتنا لبناء مستقبل مختلف لأجيالنا المقبلة». واعتمدت اللجنة العليا لأسبوع «الإمارات تبتكر»، أكثر من ألف حدث في إمارات الدولة السبع، بالتزامن مع احتفالات الدولة بعيدها الوطني، ما يساهم في رفع مستوى المشاركة ويعزز ثقافة الابتكار وتحويلها إلى سمة شخصية، ونشرها بين المواطنين والمقيمين». وأكدت اللجنة المنظمة توزيع الفعاليات على أيام الأسبوع، بحيث تصل إلى العدد الأكبر من الناس، مع نشاطات صباحية ومسائية وإطلاق مبادرات وتنظيم فعاليات عامة تشمل كل الإمارات ومدن الدولة، لتوثيق ما وصلت إليه الإمارات خلال العام الذي خصصته القيادة السياسية عاماً للابتكار، في إطار سعيها للتحول إلى اقتصاد معرفي. وكانت القيادة الإماراتية أعلنت مطلع العام الحالي خطة لإطلاق مركبة فضاء لاستكشاف المريخ بحلول عام 2021، أطلقت عليها اسم «مسبار الأمل»، معتبرةً أن قطاع الفضاء من أهم محركات الاقتصاد، وسعياً منها لدمج تكنولوجيات الفضاء في الحياة اليومية في الدولة، لإثراء المعرفة بالأرض والكون، وتعزيز الأمن الوطني. وتجاوزت الاستثمارات الإماراتية في مجال تكنولوجيا الفضاء حالياً ستة بلايين دولار، بما في ذلك شركة الاتصالات الفضائية «ياه سات»، وشركة «الثريا» للاتصالات الفضائية المتنقلة عبر الأقمار الاصطناعية، ومنظومة الأقمار «دبي سات» لرسم الخرائط. وركزت دولة الإمارات على مشروع طائرات من دون طيار، لتقديم الخدمات الحكومية، واستخدامها في البحث والإنقاذ و»خدمة الإنسان»، واشترت خلال العام الحالي عدداً من هذه الطائرات بنحو 200 مليون دولار، لتصبح أول دولة من خارج حلف شمال الأطلسي تملك طائرات من دون طيّار. وأطلقت إمارة دبي خلال عام الابتكار «متحف المستقبل»، لاستعراض الجيل الجديد من الخدمات في حكومات المستقبل، ويضم تصورات مستقبلية للخدمات في القطاعات التعليمية والصحية، وتخطيط المدن الذكية، وعمل على تنفيذه أكثر من 180 مهندساً ومصمماً وخبيراً حكومياً، بالتعاون مع جامعات ومعاهد عالمية، وشركات متخصصة في الابتكارات المستقبلية. ويضم المتحف مختبراً للبحث والتصميم والابتكار خاصاً بالجهات الحكومية، كما يضم تصوراً مستقبلياً للشوارع الذكية التي تتحدث إلى السكان وترشدهم.