دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة في شكل رسمي، حلبة السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، منذ إعلان رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في منتصف العام الماضي، إنشاء وكالة الفضاء، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مِسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علميّة تصل إلى الكوكب الأحمر في العام 2021. ويشكّل المشروع منعطفاً تنمويّاً في مسيرة الدولة، عبر دخولها تكنولوجيا الفضاء وإدراجها في الاقتصاد الوطني خلال السنوات المقبلة، إضافة إلى العمل على بناء رأس مال إماراتي بشري في تكنولوجيا الفضاء والمساهمة في زيادة المعرفة البشريّة في استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماويّة البعيدة. ويبدو أن الوصول للمريخ يشكل تحديّاً كبيراً للدولة وقيادتها السياسية، التي اختارت التحدي. إذ أوضح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة على «تويتر» أن «التحديات الكبيرة تحرّكنا، وتدفعنا، وتلهمنا، ومتى ما توقفنا عن أخذ تحديّات أكبر، توقفنا عن الحركة إلى الأمام». وقدّر مسؤولون الاستثمارات الإماراتيّة في تكنولوجيا الفضاء، بما يزيد على 20 بليون درهم (قرابة 5.5 بليون دولار)، وتشمل أنظمة «الياه سات» للاتصالات الفضائيّة، وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء. إضافة إلى شركة «الثريا» للاتصالات المباشرة عبر الأقمار الاصطناعيّة التي تملك الإمارات إحدى منظوماتها وهي «دبي سات». وكذلك أعلن الشيخ خليفة ونائبة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن هدف دولة الإمارات يتمثّل في «دخول صناعات الفضاء والاستفادة من تكنولوجيا الفضاء بما يعزز التنمية والعمل على بناء كوادر إماراتيّة متخصّصة فيه». وعن المِسبار الجديد، أكد المسؤولان أنه سيكون أول مِسبار يدخل به العالم العربي والإسلامي عصر استكشاف الفضاء. ويجري العمل على إطلاق المِسبار بقيادة فريق إماراتي. ويتمثّل الهدف منه في بناء قدرات علميّة ومعرفيّة إماراتيّة في علوم استكشاف الفضاء الخارجي، وتقديم إسهامات علميّة ومعرفيّة جديدة للبشريّة في استكشاف الأجرام السماوية البعيدة، ووضع دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدّمة في علوم الفضاء خلال السنوات المقبلة. ويبدو أن الإمارات جادة في الأمر، بل بدأت تنفيذ خطوات علميّة لبناء المِسبار وإطلاقه تحت إشراف فريق عمل وطني. ووقّعت «وكالة الإمارات للفضاء» اتفاقيّة مدّتها 7 سنوات مع «مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنيّة المتقدّمة» لتنفيذ المشروع وإطلاقه ومتابعته، تحت إشراف الوكالة وبتمويل مباشر منها، بالتعاون مع شركاء دوليّين. ومن المقرّر أن يصل المِسبار الإماراتي إلى كوكب المريخ في العام 2021، تزامناً مع الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وسينطلق المِسبار في رحلة تستغرق 9 أشهر يقطع خلالها ما يزيد على 60 مليون كيلومتراً. وحينها، تصبح دولة الإمارات ضمن 9 دول في العالم لها برامج فضائيّة لاستكشاف الكوكب الأحمر.