أعلنت الصين اخيرا أنها ستستخدم «البيانات الضخمة» (big data) لتقييم مواطنيها وفق نظام «الائتمان الاجتماعي» (social credit system) والذي ستعتمده اعتباراً من العام 2020. وفي حلول العام 2020 سوف يلتحق الجميع في الصين بقاعدة بيانات وطنية واسعة تشمل المعلومات المالية والحكومية، مثل المخالفات المرورية، وتحول هذه البيانات إلى أرقام لتصنيف كل مواطن. وقال الخبير في جامعة اكسفورد روجر كريمرز، والذي ترجم إحدى المذكرات الخاصة بالنظام الجديد، إن البرنامج الحكومي سيمتد لست سنوات، وسيشمل كل البالغين الحاملين للهوية الوطنية. وأضاف أن الاسراع في بناء نظام «الائتمان الاجتماعي» هو الأساس المهم للتنمية العلمية وبناء مجتمع اشتراكي متناغم. وأوضح كريمرز أن لدى النظام أهتمام كبير بتعزيز الوعي الصادق لدى أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن المبدأ الرئيس لهذا النظام هو «تعزيز الحكومة». وقال كريمرز في مقابلة مع صحيفة هولندية، إن من المرجح أن تكون الصين أول دولة تستخدم بيانات الانترنت وغيرها من البيانات لتقييم الأفراد بشكل علني، من خلال نظام تقييم للوصول إلى مؤشر رقمي. وأضاف أن الصين طموحة جداً، إذ تهدف إلى خلق مواطن جديد عبر التركيز على سلوك معين، قائلاً : «هذا جهد متعمد من الحكومة الصينية لتعزيز القيم الجوهرية الاشتراكية بين المواطنين، مثل حب الوطن واحترام كبار السن والعمل الجاد وتجنب الاستهلاك المفرط». وأشار كريمرز إلى أنه يمكن مقارنة مشروع النظام الصيني بالمشروع الأميركي (PRISM) الذي تقوم به وكالة الأمن القومي الأميركية، عبر استخراج بيانات المستخدمين من أكبر شركات التكنولوجيا في البلاد، مثل غوغل و«آبل» و«فايسبوك»، والذي يعتبره البعض نظاماً للتجسس على المواطنين، فيما تقوم الصين علانية بمراقبة مواطنيها لتعرف سلوكهم. وقال كريمرز إنه خلافاً للغرب، فإن التعاون بين شركات التكنولوجيا في الصين والحكومة «تكافلي»، ويستمر على الأرجح عندما يتعلق الأمر بتنفيذ نظام «الائتمان الاجتماعي»، ويمكن للحكومة وشركات الانترنت الكبرى في الصين استغلال البيانات الكثيرة معاً بطريقة لا يمكن تصورها في الغرب. ووفقاً للصحيفة الهولندية، فإن إحدى الشركات التابعة للتجارة الالكترونية الصينية العملاقة بدأت نظامها الخاص بتصنيف عادات مستخدمي خدمة «الي بي» (ALIPAY) الشعبية، والتي تقيم رصيد الأشخاص من 350 إلى 950 على مقياسها الخاص. وتستند النتائج على سلوكيات الإقراض والانفاق وعلى كيفية صرف الأموال. وأضافت الصحيفة أنه على سبيل المثال، أذا تمتع شخص بسمعة أنه لا يقرض كثيراً، فإن ذلك ينعكس عليه سلباً. في المقابل، فإن قيام شخص بشراء حفاضات الأطفال يشير إلى تحمله المسؤولية ويضيف رصيداً جيداً له. وتصاعدت أخيراً ظاهرة دخول الإنترنت زمن «البيانات الضخمة» Big Data))، وأصبحت كل المعلومات قابلة لأن تخزّن وتُصنّف وتبحث وترصف عبر أداة واحدة هي الإلكترونات وملفاتها الرقميّة. ويُطلَق على هذا الأمر تسمية «الرقمَنَة» Digitization، وهي من الملامح الأبرز لزمن البيانات الكبيرة.