كشفت دراسة لغرفة تجارة وصناعة دبي، عن توجهات وعوامل تجعل من استثمارات الخليجيين في القارة الأفريقية «مجزية جداً»، إذ أظهرت مرونة الاقتصاد الأفريقي التي تمكنه من الصمود في فترة الركود وانخفاض أسعار السلع، بسبب التوجهات الديموغرافية ونمو الأسواق الاستهلاكية والاستقرار الاقتصادي وتحسن بيئة الأعمال، والتكامل الإقليمي. وأفادت الدراسة في الدورة الثالثة ل«المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال» الذي تنظمه الغرفة، بأن منطقة شرق أفريقيا هي «أكثر المناطق جذباً للاستثمارات الخليجية في القطاعات غير السلعية، وأبرزها التجزئة ومراكز التسوق والسيارات والمصارف التجارية والسياحة، وهي مجالات تتمتع فيها الشركات الخليجية بخبرات واسعة»، إذ توفر إثيوبيا «فرصاً في قطاع التصنيع كما تتوافر فرص قطاعات السياحة والتجزئة في موزمبيقوكينيا، في حين تقدم أوغندا فرصاً استثمارية مهمّة في قطاع التعليم». وأظهرت بيانات مؤسسة «أف دي آي ماركتس»، أن قيمة الاستثمارات الخليجية المباشرة في دول جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى «بلغت 9.3 بليون دولار بين عامي 2005 و2014، تُضاف إليها الاستثمارات المحققة في النصف الأول من العام الحالي والبالغة 2.7 بليون دولار، لتتجاوز 12 بليوناً». علماً أن دول الخليج «وظّفت ما يساوي عشرة أضعاف هذه القيمة في دول شمال أفريقيا في الفترة ذاتها، ما يدلّ على علاقات أعمق مع الدول العربية الأفريقية». واستناداً إلى بيانات صندوق النقد الدولي، بلغت قيمة الصادرات الخليجية إلى دول جنوب الصحراء 19.7 بليون دولار عام 2014، أي 2 في المئة من صادرات دول الخليج. وبلغت قيمة واردات دول الخليج من أفريقيا 5.5 بليون دولار، ويتجه معظمها إلى الإمارات لإعادة تصديرها. ورصدت الدراسة تسجيل «نمو ملحوظ في تدفق الاستثمارات المباشرة، واتخذ بعض الشركات العاملة في دول أفريقية من دبي مركزاً، وشملت مجموعة «ستاليون» ثاني أكبر تكتل في نيجيريا، و «أتلانتك هولدنغ» من غانا ومجموعة «مارا» من كينيا، وأشارت إلى أن نيجيرياوجنوب أفريقيا وكينياوأوغندا تصدرت قائمة الدول في جنوب الصحراء الأفريقية، التي جذبت العدد الأكبر من الشركات الخليجية وتراوحت بين 10 و25. واعتبرت أن الاستثمار في الأسهم الخاصة «يمثل مساراً مهماً، إذ لا تزال شركة «أبراج» واحدة من أكبر المستثمرين في قطاع الأسهم الخاصة في أفريقيا، في حين تبرز استثمارات في المجال ذاته لشركات خليجية، مثل «سويكورب» السعودية و «مجموعة كاب أفريك» في دبي. ونقلت الدراسة توقعات عن «معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي على امتداد القارة الأفريقية ليسجل 4.1 في المئة هذه السنة، ليرتفع مجدداً إلى 5.1 في المئة عام 2016، فيما يرجح صندوق النقد الدولي أن «يبلغ 5.3 في المئة بين عامي 2017 و2020». ورصدت تحقيق تقدم في الإدارة الاقتصادية لهذه الدول، إذ انخفض دَيْنها من 67 في المئة من الناتج عام 2000 إلى 30 في المئة عام 2014، وفقاً لصندوق النقد. وتتصدر الشركات الخليجية المستثمرين في السياحة والسفر في القارة، إذ اضطلعت شركات الطيران الخليجية بدور في فتح القارة أمام السياحة العالمية. كما يملك المستثمرون الخليجيون 20 فندقاً ومنتجعاً في دول جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى. وأعلن المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي حمد بوعميم، أن الغرفة «تسعى من خلال المنتدى إلى تشجيع المستثمرين الخليجيين على التوسع خارج حدود شمال أفريقيا التي تستقطب معظم الاستثمارات، فضلاً عن النظر إلى قطاعات جديدة كالخدمات اللوجستية والضيافة وقطاع التجزئة ومراكز التسوق». ولاحظت الدراسة أن صعوبة الحصول على التمويل والتكامل الإقليمي تشكل «أبرز العقبات أمام تطور قطاع الخدمات المالية في أفريقيا، عارضة أبرز المصارف الخليجية المهتمة بالتوسع في القارة.