استبقت موسكو إعلان الغرب حزمة جديدة من العقوبات ضدها، أهمها «الإقصاء الدائم» من مجموعة الدول الثماني، بسبب ضمها شبه جزيرة القرم، بإطلاق حملة عنيفة عليه، في حين احتلت قوات موالية لها قاعدتين أوكرانيتين في القرم، التي رفضت سلطاتها استقبال وزير الدفاع إيغور تينيوخو، وفيتالي ياريما النائب الأول لرئيس الوزراء، لإجراء مفاوضات هدفها «التهدئة» (للمزيد). وأعقب ذلك إعلان كييف أنها تضع خططاً لسحب قواتها من القرم وإعادة نشرها داخل أوكرانيا وطلب دعم الأممالمتحدة لجعل الإقليم منطقة منزوعة السلاح. ويصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى موسكو اليوم لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين حول أزمة أوكرانيا. ودعا عشية مغادرته نيويورك كل الأطراف إلى «احترام ميثاق» المنظمة الدولية»، علماً بأنه سيزور كييف غداً. وأعلن الناطق باسمه فرحان حق، أن الأمين العام «يسعى إلى إطلاق حوار بناء ومباشر بين موسكو وكييف، لفتح الباب أمام حل ديبلوماسي سلمي يؤمن بأنه لا يزال ممكناً». وفيما فُرضت عقوبات جديدة على روسيا، وبينها تعليق سويسرا مفاوضات معها بدأت قبل شهور لإبرام اتفاق للتبادل الحر، وجّه إيغور سيتشين، رئيس شركة «روسنفت» الروسية للطاقة من طوكيو، تحذيراً للغرب من أن تشديد العقوبات سيزيد تدهور الوضع. وفي مؤشر إلى نية روسيا «تغيير شركائها» عبر التوجه إلى الشرق، عرض سيتشين الحليف القديم لبوتين، على اليابان استثمارات محتملة في روسيا، علماً بأن طوكيو كانت هددت بتعليق محادثات تتناول مشاريع استثمار وتسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات، في إطار العقوبات المرتبطة بأزمة القرم. وكانت كييف وعواصم غربية اتهمت موسكو بالتنصل من الاتفاق، عبر تدخلها في أوكرانيا واقتطاع القرم، لكن موسكو أكدت أن «لندنوواشنطن مارستا ضغوطاً اقتصادية على أوكرانيا، عبر التهديد بفرض عقوبات على قيادتها الشرعية، ونشطتا في دعم انقلاب كييف ضد الاستقلال السياسي لأوكرانيا وسيادتها، واللذين طالب إعلان بودابست بحفظهما». ووصفت الخارجية الروسية إلغاء زيارة لموسكو كانت مقررة امس لرئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي، بأنه دليل على «عدم رغبة الاتحاد الأوروبي في معرفة الحقيقة، واعتباره أن المتطرفين الذين استولوا على السلطة في كييف هم الأبطال الحقيقيون، بينما المذنبون هم روسيا وشعب القرم». وكان مصدر أوروبي برر إلغاء الزيارة بتسريب موسكو خبرها إلى الإعلام. في فيلنيوس، أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أن واشنطن قد ترسل قوات إلى دول البلطيق وفقاً لنظام مداورة، لطمأنة هذه الدول «السوفياتية» السابقة القلقة من إلحاق القرم بروسيا. وقال: «طالما تواصل روسيا سلوك طريقها السيئ، ستواجه عزلة سياسية واقتصادية متنامية». في الوقت ذاته، اتهمت الرئيسة الليتوانية داليا جريباوسكايتي روسيا ب «استخدام قوة وحشية لإعادة رسم خريطة أوروبا»، مشيرة إلى أن الأزمة تشكل «تهديداً مباشراً» للأمن الإقليمي. ولا توجد أي قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في دول البلطيق، لكن ست طائرات أميركية أرسِلت إليها في إطار مهمة للحلف الأطلسي.