أكد مثقفو منطقة الباحة أهمية الدور الذي يقوم به نادي الباحة الأدبي، واصفين إياه بالعمل «الدؤوب والسعي الحثيث بالارتقاء بالنادي». وثمنوا في حديثهم إلى «الحياة»، الملتقيات التي يقيمها النادي، التي يستقطب من خلالها كبار المثقفين من داخل المملكة وخارجها، والتي نقلت الباحة من منطقة في الأطراف إلى المركز، ومنها مهرجان القصة القصيرة الذي يعد الأول على مستوى المملكة، إذ من المتوقع أن يشارك فيه أكثر من 100 قاص وقاصة ومشاركة 22 قاصاً وقاصة من أبناء منطقة الباحة. ويقول القاص الكاتب الصحافي بخيت آل طالع الزهراني: «نادي الباحة كان بالفعل وفياً مع رسالته، وأميناً على الدور المنوط به، ولذلك جاء مشروعه الثقافي «مهرجان القصة» شهادة حية على تماهيه مع حلم المثقفين، إذ كان صاحب السبق في الحفاوة بهذا الجنس من الأدب، وهو القصة، بهذا الزخم الكبير من الحفاوة بالسرد وأهل السرد» . وأضاف: «وعلى رغم كون النادي في منطقة غير مركزية، إلا أنه زاحم على المقاعد الأمامية للأندية الأدبية في السعودية، بحضوره اللافت في السنوات الأخيرة على كل الصعد الثقافية، فصار قبلة في الرواية ثم في الشعر وأخيراً القصة، ليكمل بذلك الضلع الثالث المهم من أضلاع الثقافة المهمة»، مشيراً إلى حاجتهم إلى مهرجان للقصة؛ لكي «يجمع كل النخب وأيضاً أولئك الطامحين إلى دخول مسرح القصة، يجمعه في ملتقى واحداً، تتلاقى فيه أفكارهم وتتحاور عقولهم وتتبارى مواهبهم، ثم تكون النهاية جرعة جديدة من الزاد المعرفي الأكثر احترافاً في عالم السرد». وذكر أن «أدبي الباحة»، «يستحق بجدارة أن يكون نادي المبادرات والوثبات الثقافية اللافتة، فهو أضاف الكثير من الوهج الثقافي إلى ساحتنا الفكرية، فتحية تقدير واعتزاز لرئيس النادي الشاعر حسن الزهراني، وبقية رفاقه أعضاء مجلس الإدارة، لما أشعلوه في نفوسنا من قناديل الأمل، بغدٍ أجمل لمرحلتنا الثقافية». أما القاص محمد بن ربيع الغامدي فيوضح أن نادي الباحة، «أحد الأدبية الدؤوبة، إذ استطاع أن يصنع من عطائه قدوة تحتذى، وهو يمارس دوراً فاعلاً في الحراك الثقافي السعودي والعربي من خلال قنوات كثيرة، منها: قناة النشر؛ إذ يواصل نشر إصداراته في شتى الأجناس الأدبية من شعر وقصة ورواية ومسرح ومقالة، ومنها قناة المهرجانات الأدبية التي امتدت من أقصى الشعر إلى أقصى السرد. إضافة إلى قنواته المنبرية المختلفة، أما مهرجان القصة فهو أحدث منجزات النادي وسوف يجمع شمل عدد كبير من كتاب القصة ورموزها وروادها، بين مكرم ومدعو للحضور، وسيصاحبه معرض للقصة السعودية أزعم بأنه سيكون واحداً من أهم المعارض المتخصصة التي يشهدها عالم الكتاب السعودي». في حين يقول الشاعر والقاص علي السُعلي الزهراني: «إن أدبي الباحة امتطى صهوة الأدب وأسرج خيل الثقافة وشدّ وثاق الخيال وقاد معركة الفنون، حتى تربّع على عرش الثقافة، وأصبح دولة الإبداع ومتنفّس الجميع رئيساً وأعضاء ومجلس عمومية النادي الأدبي بالباحة، جميعهم أسهموا في خلق جو من الانطلاق عل كل الثقافات والفنون والآداب». وترى القاصة سناء الغامدي أن الدعم الذي قدمه نادي الباحة إلى أبناء الوطن في مجال القصة، «من احتفاء واستضافة للمبدعين يدل على روح وطنية عالية تمتاز بها إدارة النادي وأعضاؤه»، متوقعة أن تلفت المهرجانات التي نظمها، «الأدباءَ والدارسين إلى ثقافة المنطقة، وسيظهر أثر هذه الملتقيات في إصدارات أدبية وفكرية ستتناول المنطقة وثقافتها مستقبلاً»، مشيراً إلى أن وصول النادي إلى هذا المستوى الجيد من الأداء، «لم يمنعه من التوقف عند أمور وعمليات بسيطة لمراجعتها وتحسينها، وهذه نقطة تحسب للنادي وتميز هذه المرحلة الزمنية التي يمر بها». وتقول الفنانة مريم الغامدي: «عندما طلب مني رئيس النادي حسن الزهراني، المشاركة في فعاليات القصة القصيرة والقصيرة جداً، وافقت، على رغم أن لدي تصوير عمل درامي في الوقت نفسه في الأردن. فأنا ابنة الباحة، محافظة الغيوم المتلألئة، والحقول الغناء، والجبال الخضراء، لم أتردد، فالمناسبة عرس ثقافي متوج بالإبداع، عروسه القصة القصيرة التي تتزين بأكاليل من زخرف الكلام الموشى بالمعاني السامية الأنيقة الراقية، أهدافها منقوشة على صفحات بيضاء كقلوب الأطفال في سن البراءة». وتلفت القاصة سميرة الزهراني إلى نادي الباحة، «متدفقا معطاء، فبعد ما حققه من نجاحات في الملتقيات السابقة، ها هو يعود من جديد ليجمع رواد القصة من كتاب ونقاد في ملتقى آخر يضيف لتميزهم تميز ولكرمهم ألق».