احتفالية استثنائية اقيمت في دبي لتكريم مجموعة من المبدعين والمفكرين واصحاب الإنجازات من الشخصيات العربية، وبحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإمارات، و800 من أهم الشخصيات العربية والعالمية، استضافت دبي حفل توزيع جوائز مبادرة "تكريم" السنوية في دورتها السادسة، وهو حدث سنوي يرفع شعار" مقابل اليأس والاحباط في عالمنا العربي فيما يشهده من احداث، فهناك علامات مضيئة، وأننا موطن الريادة والتقدم"، معلنة عن اسماء عربية أبدعت، فجعلت العالم ينحني امام انجازاتها، وللسنة السادسة على التوالي وعلى الرغم من الصراعات الدامية التي تشكل يوميات الشرق الاوسط ومجتمعاتنا العربية، لا تزال مبادرة "تكريم" التي أسّسها الإعلامي ريكاردو كرم تكمل مسيرتها لتبرز للعالم الوجه الحضاري للعرب وما يكتنزونه من قدرة على الإبداع والتميّز في المجالات كافة. وتقدمُ الشيخ نهيان بن مبارك في كلمة الافتتاح بالتحية والتهنئة إلى الفائزين والفائزات مؤكداً الاعتزاز بإسهاماتهم في شتى مناحي الحياة، قائلاً: " نعتبرهم عن حق، وبجدارة نماذجَ تُحْتَذَى، في القِيادةِ والرِّيادة، بل ونَعتبِرُ إنجازاتِهم، علامةً واضحة، على حيوية هذه الأمة، وثرائها المتدفّق. هذا، ولا أبالغ إذ أقول: إنهم بما قَدَّموه، إنما يُمَثِّلونَ بالنسبة لنا جميعاً، مصادر إلهامٍ وتحفيز، لانطلاقة قومية كبرى، في التنمية والبناء إنني على ثقةٍ كاملة، بأنَّ مبادرة " تكريم"، وهي تحتفي بكم، قد أيقظت لدى الجميع، حُبِّ الإبداع والإنجاز، وأيضاً، المبادرةُ إلى صُنْعِ كُلِّ ما هو نافعٌ ومفيد، في كافة مجالاتِ الحياة. الأمل بالغد العربي أما ريكاردو كرم مؤسس مبادرة "تكريم" فقال في كلمته الافتتاحية للحفل : "أجدّد إيماني مع فرانكي لاين وفيروز أن خلفَ الليل العاتي يعلو سراج، سراجٌ يحيي الأمل بالغد العربي المضيء، وأجدّد إيماني بنور العلم والتقدّم لا بنار تحرق البلاد والأفئدة، وأُجدد إيماني بنورِ العلم والتقدُّم لا بنارٍ تُحرِقُ البلادَ والأفئدة". كما أشار إلي دبي محتضنة احتفال هذا العام بالقول: دُبي مدينةٍ ارتبط حاضرها وماضيها بالتحدّي، بالازدهار،بالمغامرة وبالانفتاح، دُبي نموذجٌ يُحتذى، في زمن عربي تتساقط فيه المدن والقرى ركاماً فوق رؤوس أهلها وأطفالها، وتُدكّ المعالم الحضارية بأسلحة الجهل والتعصّب والجنون. المكرمون في الدورة السادسة فضلو خوري )لبنان(: تسلّم في عام 2015 رئاسة الجامعة الأميركية في بيروت، ليصبح الرئيس السادس عشر لهذا الصرح الأكاديمي العريق، طوّر مقاربات علاجية استهدافية على مستوى الجزيئيّات لسرطان الرئة والرأس والعنق، تجمع بين مثبطات نقل الإشارة والعلاج الكيميائي، ورأسَ جهود الوقاية الكيميائية الرئيسة ضدّ تلك السرطانات. خالد الخضير (المملكة العربية السعودية):المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "جلوورك"، التي تعمل على تمكين المرأة من الدخول إلى سوق العمل في المملكة، ويسجّل لها توفير العديد من فرص العمل للسيدات السعوديات، والذي مكَّن "جلوورك" من الفوز بجائزة الابتكار العالمية. احتلّ المركز الثالث من بين أفضل 30 شخصية خليجية مؤثّرة. مؤسسة الكمنجاتي (فلسطين): من مخيم الأمعري للّاجئين، أطلق رمزي أبو رضوان مؤسسة "الكمنجاتي" غير الربحية في عام 2002، وترمي إلى إقامة مدارس موسيقية تفاعلية للأطفال الفلسطينيين، الأكثر حرماناً على وجه الخصوص، والذين يعيشون في مخيمات اللاجئين النائية والمهمّشة، فضلاً عن تأمين الفرص للأطفال لاكتشاف موروثهم الثقافي وتنمية قدراتهم الإبداعية عالمياً. الحركة البيئية اللبنانية (لبنان): تعمل على مواجهة التحديات البيئية التي يشهدها لبنان والحفاظ على إرثه الطبيعي والثقافي. وقد تمكّنت من إطلاق المرصد البيئي للتغيّر المناخي، ووضع الخطّة المستدامة لإدارة النفايات الصلبة. كما عملت على مناهضة بناء السدود العشوائية وإيقاف أعمال الردم على الشاطىء اللبناني وغيرها من القضايا البيئية الملحّة. فيان دخيل (العراق): أحد النائبين اليزيديين الوحيدين في البرلمان العراقي. حازت اهتماماً دوليّاً بعد المساعدة التي قدّمتها لليزيديين الذين كانوا يتعرّضون للتعذيب إثر اجتياح داعش. قامت بتمثيل اليزيديين في المؤتمر الدولي للأديان فضلاً عن مشاركات دولية أخرى لنقل عذابات النساء اليزيديات إلى العالم وتدويل قضيتهنّ، أطلقت عليها قناة "سي إن إن" لقب "امرأة العام 2014" من دون منازع. روان بركات (الأردن): أول كفيفة عربية تدرّس المسرح وتشارك فيه كممثّلة ومخرجة، أنشأت مؤسسة "رنين" التي تعمل على إطلاق قصص صوتية للأطفال لتنمية مهاراتهم الاستماعية والتواصلية من خلال طرق تعليمية ثورية، كما قامت بافتتاح نحو مائة وخمسين مكتبة صوتية تضمّنت قصصاً لأهمّ المؤلّفين العرب، وحصدت على جائزة الملك عبد الله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي لعام 2۰۰9. جمانة عودة (فلسطين): من أبرز الناشطات في مجال الصحّة والعمل الإنساني وحقوق الطفل في فلسطين، حصلت على جائزة نوبل للطفولة لعام 2008،متخصصة في طبّ الأطفال، وقامت بتأسيس مركز "الطفل السعيد" في رام الله، وهو الأول في نوعه في تقديمه خدمات للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة ولعائلاتهم، كما ساهمت في تأسيس اتحاد لجان الإغاثة الفلسطينية. نبيل حبايب (لبنان): الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "جنرال إلكتريك" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا منذ عام 2004، يقود النموّ الإقليمي للشركة مع التركيز على تعزيز الشراكات وحفز الابتكار المحلّي وتمكين تنمية الكوادر البشرية ومناصرة دور المرأة في قيادة الأعمال، يشغل عضوية مجلس الإدارة الإقليمي ل"إنجاز العرب"، ومعهد دول الخليج العربي في واشنطن وغيرها. منظمة إنقاذ الطفولة (الشرق الأوسط ): منظّمة دولية تُعنى بتحسين مستوى معيشة الأطفال في جميع أنحاء العالم، وقد تأسست في الولاياتالمتحدة الأميركية في عام 1919، وهي متواجدة في الشرق الأوسط منذ العام 1953 حيث تقدّم خدماتها لحوالي 181 مليون نسمة من خلال إدارة سبعة مكاتب محلية، تقوم بدعم الإغاثة الطارئة لإنقاذ وتغيير حياة الكثيرين من الأطفال. د.غازي القصيبي (السعودية): كان أديباً وقدوةً سياسيةً ومفكراً معروفاً، تمّ اختياره ليكون عضواً في وفد سلام سعودي- يمني، ليتمّ تعيينه بعدها وزيراً للصناعة والكهرباء ، كما كان وزيراً فعّالاً للصحّة، ثم سفيراً للمملكة في البحرين والمملكة المتحدة، وأخيراً وزيراً للمياه وللعمل، قبل وفاته في عام 201۰. ممدوحة السيد بوبست (لبنان): كانت مناصرة شرسة لقضايا التعليم، العناية الطبية والعدالة الاجتماعية، عملت مع منظمة الصحة العالمية، ثم مع منظمتيّ اليونيسيف واليونيسكو في عام1957، قبل ان يكلّفها رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك الراحل رشيد كرامي بشغل منصب مندوبة لبنان في الأممالمتحدة، أنشأت وزوجها "مؤسسة إلمرو ممدوحة بوبست" التي ساهمت في دعم العديد من القضايا الانسانية. رياض الصادق (فلسطين): أسّس مع خلف الحبتور شركة "الحبتور" للمشاريع الهندسية والتي تعمل في مختلف بلدان الخليج والشرق الأوسط، على تنفيذ مشاريع ضخمة، يتولى حالياً منصب رئاسة مجموعة الحبتور ليتون وبعض الشركات التي يمتلك العديد منها، بدأ حياته المهنية في المملكة العربية السعودية حيث كان رئيساً للمهندسين في المنطقة الشرقية وذلك قبل انتقاله الى دبي. هلال الساير وزوجته مارغريت (الكويت): قاما بتأسيس "الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى" والمعروفة ب"كاتش" لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المرضى وأهاليهم،وشغل د. هلال منصب عميد كلّية الطب في جامعة الكويت ووزير الصحّة سابقاً، وتمكّنت مارغريت من نشر الوعي في الكويت والشرق الأوسط، بضرورة توفير الرعاية التلطيفية للأطفال، وقامت بافتتاح مستشفى "بيت عبدالله" لرعاية الأطفال في عام 2012. علامات بارزة في المجلس التحكيمي يضمّ المجلس التحكيمي لمبادرة "تكريم" كلاً من: الملكة نور الحسين، الأميرة بندري عبد الرحمن الفيصل،الأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز، الشيخة مي الخليفة، الشيخة بولا الصباح، الدكتور الأخضرالإبراهيمي، توماس ابراهام، الشيخ صالح التركي، الدكتورة فريدة العلاقي، سمير عساف، سمير بريخو، كارلوس غصن، نورا جنبلاط، الدكتور أحمد هيكل، عيسى أبو عيسى، الليدي حياة بالومبو، الروائي مارك ليفي، رجا صيداوي، أسماء صديق المطاوع. وجاءت فئات جوائز "تكريم" على النحو التالي: المبادرون الشباب، الإبداع الثقافي، المرأة العربية الرائدة، الخدمات الإنسانية والمدنية، المساهمة الدولية في المجتمع العربي، الإبداع العلمي والتكنولوجي، التنمية البيئية المستدامة، الابتكار في مجال التعليم والقيادة البارزة للأعمال، فضلاً عن جائزة إنجازات العمر. تكريم هي جائزة سنوية تُعطي للعرب أصحاب الإنجازات المتميزة في عدة فئات. أسسها ريكاردو كرم في 2010، وتهدف إلى نشر التفوّق العربي في مختلف المجالات والميادين، وقد سميت في الدورات الأولى باسم "مبادرة تكريم" ثم تحول لاحقا إلى "تكريم". وفئات الجائزة هي:المبادرون الشباب، الإبداع الثقافي، المرأة العربية الرائدة، الخدمات الإنسانية والمدنية، المساهمة الدولية في المجتمع العربي، الإبداع العلمي والتكنولوجي، التنمية البيئية المستدامة، الابتكار في مجال التعليم والقيادة البارزة للأعمال، فضلاً عن جائزة إنجازات العمر. وقد جرى الحفل الأوّل لمبادرة تكريم في كازينو لبنان في بيروت، وحفل تكريم الثاني في الدوحة القطرية، وفي موسمها الثالث في المنامةبالبحرين، وفي عام 2013ُ عقدت في معهد العالم العربي في باريس، ثم في مراكش وأخيرا دبي. حضور نسائي رائع الحضور النسائي في حفل تكريم لهذا العام كان مميزاً، فقد قدمت الحفل كما جرت العادة لعدة سنوات الإعلامية ليلي الشيخلي، بينما كان عدد المكرمات يمثل نصف عدد المكرمين، وحظيت الاردنية رنا بركات أول كفيفة عربية تدرّس المسرح وتشارك فيه كممثّلة ومخرجة، والتي افتتحت مئة وخمسين مكتبة صوتية على التصفيق لفترة طويلة خلال تكريمها على المسرح، بينما أكدت العراقية فيان دخيل على مدي قدراتها وحضورها، عندما أصرت على الحديث باللغة العربية ردا على سؤال موجه لها باللغة الانكليزية في المؤتمر الصحفي الذي عقد في اليوم الثاني لحفل التكريم، قائلة: "من غير المعقول أن اتحدث بغير اللغة العربية وقد حصلت على جائزة المرأة العربية رغم أني كردية. هل تتحول "تكريم" لمنتدي سنوي؟ أكد ريكاردو كرم مؤسس مبادرة تكريم ان الحدث ليس حفل يقام سنويا، بل عمل يومي واجتماعات ومناقشات متعمقة، حيث يتم التحضير منذ انتهاء الدورة السادسة للدورة الجديدة، وأن التفكير يمتد لإقامة منتدي يقام في دولة عربية بمشاركة اعضاء لجان التحكيم، وكل المبدعين الفائزين في الدورات الست لمبادرة تكريم، وبمشاركة خمس طلاب من كل جامعة على امتداد الوطن العربي لتبني المبادرات والانجازات ومناقشة مستقبل الابداع وكيفية التطوير وغيره.